صدر كتاب جديد للكاتب والإعلامي جورج راشد بعنوان: "بين الأمس واليوم"، يشير الكاتب في مقدمته إلى أنه يأتي بعد تجربة طويلة وشيقة في الإعلام المكتوب، الإذاعي والمرئي وعصارة تجربة مع الحبر والقلم، لافتاً إلى أنه في كل الأحوال ومع كل خيبات الأمل والرهان الرابح حيناً والخاسر أحياناً والصدامات الفكرية الإيجابية والسلبية مع أبناء بلده، يأتي هذا الكتاب الذي ينشر فيه بعضاً من كتاباته على موائد الكلمة وعلى صفحات بيضاء من تاريخ البلاد.
وفي إشارة إلى الغاية، يهدي راشد، بالإضافة إلى العائلة، هذا الكتاب إلى أبناء لبنان المسيحيين والمسلمين، وإلى إيطاليا بلده الثاني والعشق الأعمى حتى الثمالة، في حين يؤكد، في تصريح لـ"النشرة"، أن الهاجس الأساس لديه هو الحفاظ على هوية لبنان، الذي لا يجب أن يكون بمثابة فندق لأبنائه، من خلال الحفاظ على الفرادة التي يتميز بها، حيث يشير إلى أن غالبية الأنظمة المحيطة سقطت بينما بقي لبنان رغم التصدع في البنيان، مذكراً بأن البابا يوحنا بولس الثاني تحدث عن أن لبنان أكثر من وطن بل هو رسالة.
ويلفت راشد إلى أن كل نص هو خواطر وجدانية وأسئلة وخاتمة، بحيث تكون الخاتمة ملخص يتضمن أجوبة على الأسئلة التي يطرحها، كما يتضمن تجربته في الصراع بين الهويتين، نظراً إلى أنه يملك جواز سفر إيطالي، لكنه بقي متجذراً بهويته اللبنانية، وأيضاً يتحدث عن المسيحيين في لبنان من منطلق وطني.
في تعليقه على الكتاب، يلفت رئيس جامعة الكفاءات الدكتور نمر فريحة إلى أن الهاجس الوحيد لدى الكتاب هو لبنان، حيث يخاف عليه، يهجره، يفتقده، يعود إليه، يود مساعدته على النهوض، فيطرح مشكلاته عله يجد لها حلولاً، ويضيف: "هو لا يقول ذلك مباشرة، لكن القارئ يستنتج أنه الابن البار لهذا الوطن".
بينما يشير المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني الأستاذ زياد الصائغ إلى أن الكتاب تأملات حية في تصحر آني قاتل، ينطلق بإيمان ذات هيبة، هيبة الكلمة الفاعلة حيث يفهم التاريخ معنى الجغرافيا، وتنطلق الحداثة وما بعدها من التراث.
أما الأب المدبر بشارة إيليا الأنطوني، فيرى أن هذا المؤلف ليس مجرد عمل أدبي أو فكري، بل مساحة واسعة للحوار مع الذات ومع الآخر، وفرصة لتقديم رؤى تأملية تسبر أغوار القضايا والإشكاليات الراهنة التي تواجه الإنسان والمجتمع، لافتاً إلى أن من بين محاور الكتاب يحتل لبنان مكانة خاصة في فكر المؤلف وقلبه.
من جانبه، يعتبر أستاذ فلسفة القانون في جامعة "موليزي" في إيطاليا البروفسور فرنشيسكو بيتريلو أن الكتاب دليلاً للإنفتاح على الآخرين من أجل بناء حضارة جديدة أقوى، بين الأديان، وفي الوقت نفسه بين العادات، في منطقة جيوسياسية لم تعد كما كانت في السابق ولا يمكن إهمالها بأي شكل من الأشكال في نهاية العولمة، وكما يمكن للتاريخ أن يعلمنا جميعاً.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب، الذي يتألف من 157 صفحة يتضمن معالجة راشد 64 موضوعاً، تمحور حول "لبنان الوطن".