أشار المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي، إلى أنّ "أحداث الأشهر الأخيرة، التي أصابت عددًا كبيرًا من إخوتنا في لبنان، إخوتنا في الدين وأشقائنا اللبنانيّين، استطاع الشعب الإيراني مدّ يد العون لهم برحابة صدر. إنّ ما حدث في هذا المجال، أي سيل المساعدات الشعبيّة بنحوٍ عجيب إلى إخوتهم اللبنانيّين والفلسطينيّين، لهو من الأحداث الخالدة التي لن تُنسى في تاريخ بلدنا"، موضحًا أنّ ذلك "يثبت قوّة الإرادة لدى الشعب الإيراني وعزمه الراسخ".

كلام الخامئئي جاء في نداء نداء بمناسبة حلول العام 1404 هجري شمسي، وفي ما نشر موقعه الرسمي.

وأشار الخامنئي إلى أنّ "معاودة الكيان الصهيوني الغاصب شنّ الهجوم على غزّة هي جريمة كبيرة جدًّا ومُفجعة. يجب على الأمّة الإسلاميّة أن تقف متلاحمة في وجه ذلك. عليهم أن يضعوا نزاعاتهم في شتّى القضايا جانبًا، فهذه القضيّة هي قضيّة الأمّة الإسلاميّة. بالإضافة إلى هذا، ينبغي على جميع أحرار العالم، وفي أميركا نفسها، وفي الدول الغربيّة والأوروبيّة وسائر الدول، أن يواجهوا بحزم هذه الخطوة الخائنة والمفجعة التي يرتكبها هؤلاء. يُقتَل الأطفال مجدّدًا، وتُدمّر البيوت، ويُهجَّر الناس، وينبغي على الناس أن يوقفوا هذه الفاجعة".

وقال: "طبعًا، أميركا شريكة في المسؤوليّة إزاء هذه الفاجعة. أصحاب الآراء السياسية في العالم، توصّلوا جميعًا إلى أنّ هذه الخطوة حصلت بإشارة من أميركا، أو على الأقل بموافقتها وبضوء أخضر منها. لذلك، إنّ أميركا أيضًا شريكةٌ في هذه الجريمة. كذلك هي الحال بالنسبة إلى أحداث اليمن أيضًا، إذْ إنّ العدوان على الشعب اليمني والمدنيّين اليمنيّين، هو أيضًا جريمة ينبغي التصدّي لها حتمًا".

داخليًا، شدد الخامنئي على أنّه "فقد الشعب الإيراني والأمّة الإسلاميّة شخصيات ذوي مكانة. كانت هذه أحداثًا مريرة قد وقعت. إضافة إلى هذا، ضغطت المشكلات الاقتصاديّة على الناس طوال العام، وخاصّة في الشطر الثاني منه، وتسببت صعوبات المعيشة بمعاناة الناس. سادت هذه المصاعب العام كله، لكن في المقابل، برزت ظاهرة عظيمة ومذهلة، وهي إبراز قوّة الإرادة لدى الشعب الإيراني والروحيّة المعنويّة لديه، واتحاده واستعداداته ذات المستوى العالي".

ولفت الخامنئي إلى أنّ "ما سأطرحه هذا العام، وهو المنتظر من الحكومة الموقّرة والمسؤولين المحترمين وأهلنا الأعزّاء، هو مجدّدًا قضيّة اقتصاديّة؛ قضيتنا الاقتصاديّة ستكون أيضًا شعار هذا العام، وهي مرتبطة بالاستثمار في الاقتصاد، واحدة من القضايا المهمّة للاقتصاد في البلاد، هي الاستثمارات الإنتاجيّة. يحقّق الإنتاج طفرةً عندما يتمّ الاستثمار. طبعًا، يجب أن يجري الاستثمار من قِبل الناس بنحو أساسي، وأن تخطّط الحكومة لمختلف أساليبه".