أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون، أنّ "الإغتراب يشكل رافعة لبنان"، وأنّ "من حق المغتربين ان يتمثلوا في المجلس النيابي بالطريقة الأفضل".
وسأل الرئيس عون خلال لقائه في قصر بعبدا وفد مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية: "هل من الصعب على اللبناني الذي ساهم في بناء دول الإغتراب ونهضتها، النهوض ببلده وبنائه وفقا لما يخدم مصلحته العامة ومصلحة أبنائه المقيمين؟".
وقال: "لدينا مسيرة عمل طويلة معا، للنهوض بلبنان. وهي ان كانت متعبة الا انها لن تكون مستحيلة"، شاكرا السعودية احتضان المغتربين وعائلاتهم، وتابع: "علينا القيام بخطوات كبيرة لإعادة الثقة بلبنان من قبل الدول العربية ودول العالم، وقد بدأنا بمسيرة الإصلاحات من أجل ذلك".
وأضاف "لبنان يعتمد عليكم (المغتبرين) ومساهمتكم وجهودكم مكنته من الصمود". وأشار الى انه من غير المسموح به ان يدفع المودع من ودائعه النتائج المترتبة عن سوء الإدارة المالية والإقتصادية، لاسيما من تعب في سبيل تكوين هذه الودائع نتيجة عمله الدؤوب وتفانيه، معتبرا ان المسألة تتطلب حلا بالتعاون بين الهيئات الاقتصادية والمصارف والمصرف المركزي والمودعين والدولة في أسرع وقت ممكن.
ورأى رئيس الجمهورية ان تحريك العجلة الإقتصادية ودورة الإستثمارات يتطلب قطاعا مصرفيا يكون موضع ثقة، "وهذا كان تعهدا في صلب خطاب القسم، وفي صلب العمل الحكومي، ونتطلع الى مساعدة مجلس النواب من خلال التسريع بإصدار القوانين اللازمة."
وختم الرئيس عون بتكرار التأكيد على وجوب توفر النوايا الصافية تجاه مصلحة لبنان العليا.
وألقى ربيع الأمين كلمة باسم الوفد، فقال: "إن فرحتنا كبيرة ونحن نزور رئيس الجمهورية اللبنانية في قصر بعبدا بعد طول غياب، مشيرا الى ان الوفد يمثل مختلف العائلات اللبنانية التي إحتضنتها المملكة منذ اكثر من سبعة الى ثمانية عقود، في القطاعات المهنية كافة".
وأضاف: "إن مطالبنا سمعناها منكم في خطاب القسم وفي القمة العربية. انتم متحسسون لجراح بلدنا كما لمطالب الإغتراب. ويسرنا ان نرفع إليكم ما حمّلونا إياه من عرفوا بزيارتنا لكم من قضايا ويأتي في طليعتها موضوع المصارف واموال المودعين. اننا نخشى من ضياع الوقت والمسؤوليات، لكننا متأكدون في المقابل انكم ستولون هذا الأمر العناية الكاملة. كما نرفع إليكم مسألة تصويت الإغتراب، اذ من غير العادل ان يصوت المغتربون لـ6 مقاعد في الوقت الذي يمثل فيه 128 نائبا بقية الناخبين".
وتابع: "نحن نحمل إليكم مشروعا خلاصته قيام الحكومة الرقمية، وقد أقمنا تحالفا مع 6 مجالس إغترابية يشمل الى مجلسنا، مجالس من فرنسا وابوظبي وأستراليا ودبي والكويت، للبحث في كيفية التعاضد والجلوس معا الى جانب صناع القرار، من مشرعين وأعضاء حكومة لتقديم المساعدة من خلال خبراتنا وليس فقط من خلال التمويل لبناء حكومة رقمية. كما اننا في صدد تنظيم مؤتمر في شهر حزيران المقبل لدعم هذا التوجه تنفيذيا".
وختم بالتأكيد على "ان كل الخبرات في المجلس هي في تصرف فخامتكم. ونحن على أتم الجهوزية لتقديم ما ترونه مناسبا، وقد أعددنا خططا تفصيلية مشتركة سياحية، أمنية، وإعلامية لإعادة الثقة الى بلدنا لبنان."
وكان الرئيس عون استقبل صباحا النائب عدنان طرابلسي والنائب طه ناجي وعرض معهما الأوضاع العامة والتطورات الأخيرة.
وأوضح النائب طرابلسي ان البحث تناول موضوع التعيينات في القوى العسكرية والأجهزة الأمنية "والتي تركت ارتياحا لدى اللبنانيين لا سيما وانها بداية لمسيرة الإصلاحات التي سوف ترتكز على خطاب القسم الذي لقي تأييدا واسعا لدى الشعب اللبناني لانه عبر عن تمنياته وطموحاته. واكدنا على ضرورة تطبيق هذا الخطاب تدريجيا لينتظم عمل المؤسسات وتتحقق الإصلاحات التي يتوق اليها الشعب اللبناني".
والتقى الرئيس عون سفير باكستان في لبنان سلمان اطهر وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة، لاسيما وان باكستان أعربت عن استعدادها لتنظيم دورات تدريبية للقوى المسلحة. واكد السفير اطهر ان بلاده كونها عضوا غير دائم في مجلس الامن سوف تدعم مواقف لبنان من القضايا المطروحة في الأمم المتحدة.