أشار السّفير الفرنسي لدى لبنان ​هيرفي ماغرو​، تعليقًا عن إمكان أن يشهد لبنان سيناريو مماثلًا لسيناريو كسر وقف إطلاق النّار في ​قطاع غزة​، إلى أنّ "الوضع في لبنان ليس مشابها لما هو في غزة. الوضع في لبنان صعب وشائك، لكنّنا نعمل بشكل كاف، من دون النّظر إلى ما يحصل حولنا".

وعن قدرة اللّجنتَين الخماسيّة والمراقبة الدّوليّة على فرض الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة، أوضح في حديث تلفزيوني "أنّنا نكتشف شيئًا فشيئًا واقع هذه الآليّة، ونحاول تحسين الحوار بين الأفرقاء، ونتمنّى أن تنسحب القوّات الإسرائيليّة بالكامل من كلّ الأراضي اللّبنانيّة. لقد قدّمت فرنسا اقتراحات عمليّة، ولغاية الآن هذه الاقتراحات هي قيد المناقشة".

وذكر ماغرو أنّ "هناك اقتراحات عدّة للوصول إلى صيغة تمّكن من مغادرة إسرائيل النّقاط الخمس المحتلّة"، مؤكّدًا أنّ "هذا هدفنا، وسيبقى من أهدافنا الأساسيّة في الأيّام والأسابيع المقبلة، حتّى نتمكّن مع الأميركيّين والجهات المعنيّة من إيجاد صيغة تحقّق هذا الأمر".

وعن تصريح المبعوث الخاص للولايات المتّحدة الأميركيّة إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن أنّه "سيكون مستحيلًا على لبنان الحصول على أموال في حال لم يقم بمفاوضات أو بالتّطبيع مع إسرائيل"، لفت إلى أنّ "فرنسا تعتبر أنّ الحصول على الأموال ليس مرتبطًا بطلب إسرائيل، فالإصلاحات في لبنان يجب أن تطبَّق من أجل مصلحة اللّبنانيّين، وليس لأمر آخر".

وركّز على أنّ "انتخاب رئيس الجمهوريّة ​جوزاف عون​ وتسمية حكومة ورئيس حكومة جديدة لم يحلّا المشاكل الأساسيّة الّتي حدّدناها قبل الانتخابات. صحيح أنّ هذه الانتخابات حملت نفسًا جديدًا، ولكن يجب القيام بالإصلاحات المنتظرة من المجموعة الدّوليّة، وهذه الإصلاحات ليست لحل المسائل مع إسرائيل، بل من أجل استعادة مصداقيّة لبنان".

كما أشار ماغرو إلى أنّ "تسمية حاكم لمصرف لبنان الّتي تشهد حماوةً وحملات إعلاميّة، الأساس فيها هو استعادة المصداقيّة والثّقة بلبنان"، مشدّدًا على أنّه "يجب أن يكون هناك حاكم لمصرف لبنان يمكنه مواكبة التّغيير في الصورة الّتي أصبحت ممكنة مع انتخاب الرّئيس عون".

وعن الوضع على الحدود اللّبنانيّة- السّوريّة، اعتبر أنّه "لا يجب سوء تقدير التّحدّيات الّتي تطرأ. لقد عشنا فترة من النّشوة مع سقوط نظام الرّئيس السّوري السّابق بشار الأسد ومع الآفاق الّتي فتحتها، ولكن في الواقع المشاكل الأساسيّة تستمر في ​سوريا​، وتواجه السّلطات السّوريّة حاليًّا حقيقة هذه المشاكل. فسوريا الآن في وضع كارثي، البلد مقسم مع سلطات وأجهزة عسكرية متعددة".

وأكّد أنّ "الوضع في سوريا يؤثّر على لبنان وعلى الحدود أيضًا، لذا نحن نجري اتصالات مع السّلطات اللّبنانيّة، فهمّنا لبنان قبل كل شيء".