أشار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في لقاء حواري مفتوح، عبر تطبيق "زوم"، مع الحركة الوطنية للتواصل- درب المعلّم، إلى "أنني أميّز دائمًا بين انتمائنا القومي وانتمائنا المذهبي. الانتماء المذهبي هو معتقد خاص، ونحن فرقة (الدروز) من الفرق الإسلامية المتعددة، لكننا لسنا قومية. وفي اللحظة التي نصبح فيها قومية، ينتهي كل تراثنا عبر القرون. إذا عدنا إلى أحد أعوان وقادة صلاح الدين الأيوبي في معركة اليرموك، إذا لم أكن مخطئًا، كان من آل تقي الدين. يجب علينا أن نفرّق بين الانتماء القومي والانتماء المذهبي. نحن مذهب من المذاهب الإسلامية العريضة والمتعددة، لكن قوميتنا هي القومية العربية الإنسانية التي تعود إلى ما قبل إنشاء تلك الكيانات المصطنعة التي أوجدها اتفاق سايكس - بيكو، والتي جعلتنا نتقوقع ضمن هويات قطرية".

ولفت إلى "التمسك بالتراث الديني، لكن في اللحظة التي نحوّل فيها الدين إلى قومية، نلتقي فورًا بالمشروع الصهيوني الذي أرفضه جملة وتفصيلًا ونقع في الفخ".

وأضاف جنبلاط "أعلم وضعكم في فلسطين المحتلة، ولكن أتمنى لكم قراءة كتاب قيس فرو من الجليل بعنوان (من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية). وفي الوقت نفسه، هناك كتاب آخر لشخص من المخابرات الصهيونية، اسمه المتاهة اللبنانية. من المفيد قراءة هذه المراجع، وهناك الكثير غيرها. في هذين الكتابين كان هناك مشروع صهيوني أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، أرسلوا رسولًا إلى لبنان إلى الزعامات اللبنانية، وكان سلطان باشا الأطرش قد رفض مقابلتهم لأن المشروع كان موجهًا أساسًا إلى سوريا".

وتابع: "تم في السابق تهجير دروز فلسطين، وكان عددهم آنذاك عشرة آلاف، إلى سوريا وإلى جبل العرب، لأن القانون الذي أقره الكنيست الإسرائيلي بيهودية الدولة لا يعترف بوجود مكان للعربي سواء كان فلسطينيًا أو في غزة أو الضفة أو الجليل".

وقال: "انطلقوا من الولاء العربي، بينما يعمل الصهاينة منذ وعد بلفور إلى اليوم، ومضى مئة عام على ذلك. كانوا تحت الانتداب البريطاني في ذلك الوقت، وكان مشروعًا وطنيًا قوميًّا لكن على مساحة صغيرة من فلسطين، واليوم أين نحن؟! اليوم هناك إمبراطورية بني صهيون ولن يبقى فلسطيني في غزة. كل المشاريع السابقة التي نادوا بها مثل مشروع الدولتين، قولوا لي أين الدولتين وأين ستكون الدولة الثانية؟ الدولة الثانية لن تقوم، لأن الدولة الثانية هي إزالة الوجود العربي الفلسطيني والمسيحي والإسلامي في القدس وسامراء، ووضعهم في شرق الأردن".

وتابع: "أما دروز الجليل، ليتني أستطيع أن نلتقي مجددًا في قبرص لنتناقش. برأيي، سيأتي بعد ذلك المشروع الأساسي لتهويد كل أرض فلسطين تحت شعار وعقيدة الصهيونية التي تخالف الدين اليهودي وكبار الفلاسفة والعلماء الذين رفضوا نظرية الصهيونية، أولهم وأكبرهم ألبرت أينشتاين الذي رفض وحذر منها".

وأضاف: "قولوا لي عن العقيدة الصهيونية، وأعطوني اسم عالم إسرائيلي كبير اليوم، وهم اليهود الذين قدموا للبشرية كبار العلماء ورجال العلم الذين يتحدث العالم عنهم، إلا في صناعة السلاح والقنابل والشعارات العشوائية والشعبية مثل بيغن وسموتريتش وغيرهم".

وختم: "أتمنى أن نعود إلى قراءة التاريخ، وأن نعمل معًا على الانتباه للمشاريع التي تُحاك ضدكم وضدنا. ومن الضروري التواصل إذا كان لا بد من ذلك، وأنا مع التواصل، لكن ليس على قاعدة الهوية الدرزية، فأنا أرفضها. يجب أن يكون التواصل على قاعدة الوطنية والقومية".