أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الجامعة ظلت حائط صد منيعاً ضد محاولات اختراق هوية المنطقة، أو تبديلها أو النيل منها، لتبقى المنطقة الممتدة من مراكش إلى مسقط ومن دمشق إلى الخرطوم عربية اللسان والهوى والوجه والثقافة، في الماضي والحاضر والمستقبل، لافتاً إلى أنها حقيقة فرضتها الجغرافيا والتاريخ المشترك العربي، فضلاً عن كونها تجسيداً لتيار عاطفي جارف لدى الشعوب العربية تبلور في منتصف القرن الماضي وظل متدفقاً هادراً حتى اليوم، وفي خلال هذه الفترة شهدت أحداثاً جساماً في العالم والمنطقة وظلت عُروةً وثقى يستمسك بها كل من ينتمون إلى الحضارة العربية والثقافة العربية، وينشدون المستقبل العربي المشترك.

ولفت في كلمة بمناسبة الذكرى الثمانين لإنشاء الجامعة في الثاني والعشرين من اذار 1945، إلى أن الرابطة العربية هي الأقوى، والأكثر امتداداً بالمنطقة ومحل الانتماء الطبيعي لشعوبها ومركز الشعور الجارف الجامع لها، موضحاً أنها قد تتراجع حيناً أو تتوارى تحت وطأة الأحداث، لكنها لا تلبث أن تتجدد وتزدهر في ثوب جديد عابرة للأجيال متجاوزة للحقب.

وشدد أبو الغيط على أن الجامعة ليس لها أن تفرض سياسات أو قرارات، ولكنها ذات ثقل سياسي ومعنوي حاضرٌ ومؤثر ووجودها هو قوةٌ مضافة للعرب وعلى الأخص في زمنٍ التكتلات الدولية والتجمعات الإقليمية، مشيراً إلى أنها أصبحت حقيقة بديهية وتطوراً طبيعياً ولو لم تكن موجودة اليوم لوجب اختراعها.

وتابع أبو الغيط: يتعين أن نعترف بأن ما تحقق كان أقل من الطموح، وأن ما وصلنا إليه أقل مما كنا نأمله.