ترأس راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر، ممثِّلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي، الصّلاة الجنائزيّة لراحة نفس الإعلاميّة هدى شديد، في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت.
وبعد صلاة الجنّاز، تمّت تلاوة الرّقيم البطريركي، وجاء فيه: "بكثير من الأسى والألم نودّع معكم عزيزتكم وعزيزتنا الإعلاميّة هدى، ونرافقها بصلاة الرّجاء في عبورها إلى بيت الآب في السّماء، الّذي تاقت إليه في آلامها، واستحقّته بمشاركة المسيح الفادي بآلام الفداء، وبخدمتها الإعلاميّة بشجاعة ومثابرة، وبعطاءات سنيّها التّسع والخمسين؛ وكأنّها استوفت كلّ رسالتها بحلوها ومرّها.
بدأت مسيرة ألمها بوفاة زوجها الكاتب والمفكّر والباحث زياد جميل سعادة، الّذي تعرّفت عليه عندما بدأت مسيرتها الإعلاميّة في إذاعة إهدن. قبل زواجها بفترة قصيرة عرفت بإصابته بمرض السّرطان، لكنّها أرادت إكمال الطّريق. فكانت وفاته بعد زواجهما بأقلّ من سنة، وهي بعد في الحادية والعشرين من عمرها. فلم تتركه لحظةً سواء في المستشفى أم في البيت بخدمتها وبسمتها.
فأكملت مسيرتها الصّحافيّة أوّلًا في جريدة "اللّواء" وإذاعة "صوت لبنان"، ثمّ توزّع عملها بين جريدة "النّهار، والـ"L’Orient Le Jour"، ووكالة "رويترز". وكان مشوارها الكبير في المؤسّسة اللّبنانيّة للإرسال بتشجيع من مدير عام المؤسّسة بيار الضاهر. وكانت تفضّل التّغطيات الميدانيّة والأحداث الساخنة. وعملت كمراسلة وصحافيّة معتمَدة في القصر الجمهوريّ في بعبدا لمدّة ثلاثين سنة.
وها مرض السرطان يدقّ بابها في عزّ عطاءاتها، فواجهته بشجاعة وتنقّلت رحلة العلاج بين لبنان والولايات المتّحدة الأميركية، حتّى شفيت منه. فنشرت كتابًا عن خلاصة تجربتها مع هذا المرض الخبيث. ولكنّه عاودها بعد سنوات، وعاودت مسيرة العلاج المضنيّ، ولم تستسلم.
وفي الثّامن من شهر آذار، أي منذ أسبوعين، كرّمها رئيس الجمهوريّة في القصر الجمهوريّ، بوسام تقدير ووداع: تقديرٍ لقوّتها وشجاعتها، لإيمانها وأخلاقها، لضحكتها وسنوات خدمتها، لصمودها بوجه الألم مرّتين، ولمثاليّة خدمتها الإعلاميّة بقول الحقيقة، حتّى قيل عنها: "مطرح ما في حقيقة في هدى". ووداعٍ لها هي الحاضرة أبدًا نجمةً إعلاميّة، ومحطَّ محبّة في القلوب.
هكذا انطفأت شمعة عمرها التّسعة والخمسين بهدوء وسكينة، مشاركةً المسيح مرّتين في آلامه، وآملة أن يشركها في مجد قيامته".
حضر المراسم كلّ من: وزير الإعلام بول مرقص ممثّلًا رئيس الجمهوريّة جوزاف عون ورئيس مجلس النّواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الأب رافي أوهانسيان ممثّلًا بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل ميناسيان، نائب رئيس مجلس النّواب الياس بو صعب، والنّواب مروان حمادة، ميشال موسى، ميشال معوض، ملحم خلف، ميشال الدويهي، آلان عون، هاغوب ترزيان، نائب رئيس مجلس الوزراء السّابق سعادة الشّامي، مدير المخابرات في الجيش العميد الرّكن طوني قهوجي، أمين عام الحزب "التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر، أمين عام "الكتلة الوطنية" ميشال حلو، مدير الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا؛ وحشد من الشّخصيّات الإعلاميّة والاجتماعيّة.
وبعد الصّلاة الجنائزيّة وتقبُّل التّعازي، نُقل الجثمان إلى مسقط رأسها كفريا- زغرتا.
يُذكر أنّه يتمّ تقبّل التّعازي في صالون كنيسة مار أنطونيوس- بيادر رشعين، ويومي الإثنين والثلثاء المقبلين من الثّانية عشرة ظهرًا ولغاية السّادسة مساء.