عقد مساء الأحد، في الرياض، اجتماع بين الأوكرانيين والأميركيين، يناقش هدنة مُحتملة جزئية في الحرب مع روسيا، عشية مُفاوضات بين الوفدين الروسي والأميركي، تُعقد أيضا في السعودية. وتوقع الكرملين أن تكون "صعبة".

وأظهر ستيف ويتكوف، موفد دونالد ترامب، تفاؤُلا من جهته، قائلا إنه يتوقع إحراز "تقدُم حقيقي" خلال هذه المحادثات.

وصرح ويتكوف لـ "قناة فوكس نيوز": "أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين، تقدما حقيقيا، وبخاصة في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود، على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور في شكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".

أضاف: "أشعر بأنه يُريد السلام"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وصرح بأن الدور الرئيسي للولايات المُتحدة الآن هو فهم كلا الجانبين والوساطة. وأستطرد: "مهمتنا... هي تضييق هُوة الخلافات، وجمع الأفرقاء، ووقف القتل".

وعندما سُئل هل يعتقد أن روسيا ستسعى إلى احتلال المزيد من أُوكرانيا، أو حتى التوسُع إلى أجزاء أُخرى من أوروبا، قال ويتكوف إن ذلك "نظري". وصرح "لا أرى أنه (بوتين) يُريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها".

أضاف ويتكوف: "أثق بكلامه في هذا الصدد، وأعتقد أن الأُوروبيين بدأوا يتبنون هذا الاعتقاد أيضا. ولكن الأمر لا يهم نوعا ما. إنها مسألة نظرية... الهدف هو وقف القتل، وقف المذبحة. دعونا ننهي هذا الأمر".

ولكن، في إشارة أُخرى إلى مدى اختلاف موقف واشنطن عن إداناتها السابقة للاحتلال الروسي في أُوكرانيا، أكد مبعوث ترامب: "ثمة وجهة نظر سائدة داخل روسيا مفادها أن هذه أراضٍ روسية". واستشهد بسلسلة من الاستفتاءات التي أجرتها روسيا "في أراض مُحتلة"، وخلصت الى تأييد حكم موسكو.

مايك والتز

وأعرب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز، من جهته، عن تفاؤله بالمحادثات المُقبلة.

وقال لشبكة "سي بي أس": "نقترب" من اتفاق و"نحن أقرب إلى السلام من أي وقت مضى".

أضاف: "ما سيحصل لاحقا هو: لدينا وقف إطلاق النار الجوي في ما يتعلق بالبُنى التحتية والذي نُفذ فورا بعد اتصال الرئيس ترامب بالرئيس بوتين هذا الأُسبوع. سنتحدث عن وقف بحري للنار في البحر الأسود، بحيث يتمكن الفريقان من نقل الحُبوب والوقود، ويُباشران مُجددا القيام بتبادُلات تجارية في البحر الأسود.

وتابع: "ومن ثم سنتحدث عن خط المُراقبة، أي خُطوط الجبهة"، مُشيرا إلى تجميد هذه الخُطوط وفق ما هي الآن. وقال أيضا: "في نهاية المطاف طبعا، سلام مُستدام وأكثر شُمولا".

وقال مصدر داخل الوفد الأوكراني لوسائل الإعلام، وبينها "وكالة الصحافة الفرنسية"، إن "اللقاء مع الأميركيين مُقرر هذا المساء (الأحد)".

طلب أميركي للتهدئة

وتدفع واشنطن كييف نحو هدنة تشمل مُنشآت الطاقة، في الحد الأدنى. حتى أن كييف أبدت "استعدادها" لوقف إطلاق نار "شامل" ومن دون شروط.

لُعبة الوقت الروسية

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يتقدم جيشه على الأرض، على رغم تكبُده خسائر كبيرة، يبدو أنه يُمارس لُعبة الوقت... وقد بادر الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى خفض سقف التوقُعات المُرتبطة بالمُحادثات المُرتقبة، قائلا للتلفزيون الروسي: "هذا موضوع مُعقد للغاية، ويتطلب الكثير من العمل".

أضاف "لسنا سوى في بداية هذا المسار"، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022.

تبايُنات...

وفي مؤشّر إلى التبايُنات في وجهات النظر، سيكون الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رُتبة، هما سناتور وديبلوماسي سابق، ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.

إشكالية البحر الأسود

ومن نقاط الخلاف الأُخرى سمى بيسكوف، الأحد، "المسألة الرئيسية" للمُحادثات بين الأميركيين والروس، قاصدا بذلك "استئناف العمل" باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة بتاتا إلى اتفاق مُحتمل في شأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال.

وقد أتاحت "مُبادرة البحر الأسود" التي كانت سارية بين صيفي 2022 و2023، لأوكرانيا، تصدير حبوبها الأساسية لتغذية العالم، على رغم انتشار أسطول روسي في المنطقة.