أشار النّائب عماد الحوت إلى أنّ "الصواريخ المجهولة التي لا تتبنى أي جهة عملية إطلاقها، غالبا ما تكون مشبوهة وتخدم أجندات غايتها توتير الأجواء ودفعها باتجاه المحظور. إلا أن الصواريخ المجهولة الهوية والمرجعية التي أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه مستعمرة المطلة، إنما هي غالب الظن من فبركات العدو الإسرائيلي، في محاولة لتبرير استئناف عدوانه على لبنان، خصوصا انه لم يلتزم لا باتفاق وقف إطلاق النار ولا بالقرار الدولي 1701، ويبحث بالتالي عن تبريرات يواجه بها الضغوطات الدولية لانسحابه من الجنوب اللبناني، وهذا يعني أن الجهة المجهولة التي أطلقت الصواريخ أرادت توريط لبنان في حرب جديدة تخدم أهداف وغايات العدو الإسرائيلي".

وعن احتمال أن تكون عملية إطلاق الصواريخ أتت ردا على موقف رئيس الحكومة نواف سلام، الذي أطلقه من على إحدى القنوات الإخبارية العربية بأن معادلة "جيش وشعب ومقاومة اصبحت من الماضي"، أوضح في حديث لصيحفة "الأنباء" الكويتية، أنّه "لا توجد حتى الساعة أي معلومة دقيقة أو حتى إشارة عابرة تعزز هذه النظرية. إلا أن ما يمكن تأكيده أن العدو الإسرائيلي يستفيد من هذا العمل المشبوه، في سياق سعيه لتبرير اعتداءاته الأخيرة على الجنوب والبقاع، وعدم انسحابه من التلال اللبنانية الخمس، وبالتالي هو المشتبه به الأول إن لم نقل الوحيد".

ولفت الحوت إلى أنّ "الإسرائيلي تعمّد خرق وقف إطلاق النار في غزة، وبادر من جهة ثانية إلى إعادة فتح الجبهة في جنوب لبنان، ليخوض بنتائجها حربا شاملة تنقذه من أزمته السياسية الداخلية، علما ان احتمال اندلاع الحرب قائم ولو بنسبة ضعيفة، سيما وأن العدو الإسرائيلي لا يؤمن جانبه".

واعتبر أنّ "الأهم مما تقدم، هو أنّ "حزب الله" أعلن رسميا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار ووقوفه خلف الدولة والجيش اللبناني، الأمر الذي إن أكد على شيء فهو ان نوايا العدو الإسرائيلي ستنكشف أمام المجتمع الدولي، فيما لو بقي الحزب متمسكا بالتزاماته. وعلى الحكومة اللبنانية في المقابل ان تستنهض الضغوطات الدولية على الكيان الإسرائيلي لإجباره على وقف عدوانه والانسحاب من جنوب لبنان".

كما رأى أنه "ليس أمامنا سوى أن نثق بقدرات الجيش اللبناني في تعامله مع العدوان الإسرائيلي، وفي تطبيق القرار الأممي 1701 وملحقاته في اتفاقية وقف إطلاق النار. وعلى اللبنانيين جميعهم من دون استثناء الوقوف خلف الجيش اللبناني ومعه، لدعمه في تنفيذ مهامه وواجباته الوطنية".

وركّز الحوت على "أننا لسنا مقتنعين بأن الإسرائيلي سينسحب قريبا من جنوب لبنان. من هنا ضرورة ان تكثف الحكومة اللبنانية حراكها باتجاه المجتمع الدولي، لاسيما الضامن منه لاتفاق وقف اطلاق النار، لحثه على القيام بواجباته وإلزام العدو بتنفيذ الاتفاق المذكور".

وعن مقاربته موضوع نزع سلاح "حزب الله" وكل سلاح آخر خارج إمرة الشرعية والمؤسسة العسكرية، أكّد أنّ "هذا الأمر لا يمكن حله الا من خلال حوار وطني ينتهي بإقرار الاستراتيجية الدفاعية للدولة. وكل حل آخر لاسيما القائم على استعمال العنف والقوة، قد يقود البلاد إلى فوضى أمنية لا تحمد عقباها"، مشيرًا إلى "أنّني أعتقد ان رئيس الجمهورية جوزاف عون سيدعو في الوقت المناسب إلى حوار وطني للغاية نفسها".