أشار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، في عظته خلال قداس عيد البشارة في كنيسة سيدة البشارة في الكليّة الشرقية في زحلة، الى أن "عيد البشارة هو لحظة مفصلية في التاريخ الإلهيّ والإنسانيّ، حيث بدأ سرّ التجسّد يتحقّق. ففي لحظةٍ مشحونةٍ بالسكون الإلهيّ، جاء الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم، يحمل بشارةً لم تسمع الأرض بمثلها من قبل: "السلامُ عليكِ يا ممتلئة نعمة، الربُّ معكِ، مباركةٌ أنتِ في النساء".
واعتبر أن "هذه الكلمات ليست مجرد تحية، بل إعلانٌ إلهيّ غيّر مجرى التاريخ. فالذي قال "ليكن نور" (تكوين 1: 3) في بدء الخليقة، عاد ليقول لمريم: "الروح القدس يحلّ عليكِ، وقوة العلي تظلّلكِ" (لوقا 1: 35)، ليبدأ عهدٌ جديدٌ تُولد فيه الخليقة من جديد."
ولفت المطران ابراهيم الى انه "في عالمٍ يموج بالاضطراب والشكّ والخوف، تبقى البشارة نداء رجاء. فكما حلّ الروح القدس على مريم ليجعل المستحيل ممكناً، يستطيع الله اليوم أن يخلق من ضعفنا قوة، ومن يأسنا رجاء، ومن جراحاتنا خلاصًا. لكنّ السؤال يبقى: هل نحن مستعدون لنقول مع مريم: "ليكن لي بحسب قولك"؟"
وختم المطران ابراهيم" فلنطلب من الربّ، بشفاعة سيدتنا العذراء، أن يجعل قلوبنا منفتحة على عمل نعمته، وأن نكون كنيسة مبشِّرة تحمل إلى العالم فرح الخلاص، تماماً كما حملته مريم بفرح وسخاء. آمين."