شدّد رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، على رأس وفد ضم جميع المحافظين جاء لتهنئته بانتخابه رئيسا للجمهورية، على "أهمية دور المحافظ ودور رئيس البلدية"، لافتا في هذا السياق الى ان "التفاوت في نهضة وازدهار البلديات مرتبط بعمل رئيس البلدية نفسه وحرصه على مصلحة بلديته".

وأكّد أنّ "المراكز والمناصب ليست غاية بل وسيلة لتحقيق الهدف"، مركّزًا على "ضرورة تطبيق الإصلاحات ومحاربة الفساد وما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري، وهنا تكمن مهمتكم كوزير للداخلية، وكمحافظين في ما يتعلق بصلاحياتكم في محافظاتكم. فمن حق اللبناني ان يعيش بكرامته وفي بيئة خالية من الفساد، وهذا هو دوركم الى جانب ادواركم الأمنية في المجالس الأمنية الفرعية".

وأشار الرئيس عون إلى "اننا الى جانبكم لمساعدتكم، لكن عليكم انتم القيام بواجبكم المعروف والمنصوص عليه في القوانين، فطبقوا القانون وقوموا بدوركم لجهة محاربة الفساد، بعيدا عن الضغوطات وبغض النظر عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والحزبية".

ولفت إلى "ضرورة التحلي بالاخلاق في أي وظيفة، وأهمية ان يقوم كل في موقعه بما يرضي ضميره واخلاقه"، داعيا الى "الإضاءة على الايجابيات في القضايا الوطنية الداخلية، لا حصر الكلام على الأمور السلبية".

من جهته، أوضح الحجار أنّ "التحدي الأول بالنسبة لنا هو الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستبدأ في الرابع من أيار المقبل، وستوجه الدعوة لمحافظة جبل لبنان قبل الرابع من نيسان. وسأدعو نهار الجمعة المحافظ مع جميع القائمقامين، لنباشر تباعا بعد ذلك متابعة الأوضاع مع جميع المحافظين، لا سيما لجهة المشاكل والتحضيرات التفصيلية لهذه الانتخابات".

ولفت إلى "اننا بتوجيهات الرئيس، اصرينا على اجراء الانتخابات في موعدها كأول رسالة إيجابية من العهد للمجتمعين الداخلي والخارجي، بالالتزام واحترام الاستحقاقات الدستورية. أما لجهة الأوضاع الأمنية التي للمحافظ دور اساسي فيها من خلال علاقته بمجلس الامن الفرعي، فلقد قمنا بالأمس بتوجيهات من الرئيس عون وحضور رئيس مجلس الوزراء بزيارة طرابلس وعكار، وانعقد مجلس الامن الفرعي في المحافظتين وابلغنا توجيهات الرئيس لجهة سير العمل على قاعدة المحاسبة ومحاربة الفساد وتقديم الخدمة للمواطنين بالشكل الأفضل".

وتطرق الحجار الى "حلحلة بعض الأمور الإدارية والمالية في محافظة بيروت، مبيّنًا ان "موضوع هيئة إدارة السير على سكة الحل". وأوضح "انه على تواصل دائم مع محافظي لبنان الجنوبي لايجاد حلول لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها، كما مع محافظي عكار وبعلبك الهرمل والبقاع لا سيما في يتعلق بقضية النزوح السوري الأخير، مشيرا الى ان الأمور تحت السيطرة والى ان جميع المحافظين يقومون بادوارهم على اكمل وجه".

ضم الوفد محافظي: بيروت مروان عبود، جبل لبنان محمد مكاوي، البقاع كمال أبو جودة، بعلبك الهرمل بشير خضر، النبطية هويدا الترك، الجنوب منصور ضو، عكار عماد اللبكي والشمال رمزي نهرا.

الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" الوزيرة والنائبة السابقة بهية الحريري مع وفد من المؤسسة، قدّم عرضا تحليليا لخطاب القسم أعدته أكاديمية الدولة الوطنية في المؤسسة، انطلاقا من مضمون خطاب القسم.

ونوه الرئيس عون بالجهد الذي قام به فريق عمل المؤسسة في تشريح خطاب القسم وإبراز اهم مضامينه والاضاءة عليه.

كما استقبل الرئيس العالمي لاكاديمية " ايركاد"، التي تعنى بتعليم الأطباء على الجراحة بواسطة "الروبوت" Jacques Marescaux وALICE marescaux ورئيس مستشفى المشرق أنطوان معلوف لمناسبة انطلاق الدورة العلمية التدريبية الأولى في مجال الجراحة الروبوتية عن بعد في منطقة الشرق الأوسط.

وقد شرح Marescaux ومعلوف التطور الحاصل في مجال الجراحة بواسطة "الروبوت" والتكنولوجيا الجديدة، واختيار مستشفى المشرق كمركز حصري في الشرق الأوسط لتدريب الأطباء من مختلف المستشفيات والجامعات اللبنانية.

وأكّد الرئيس عون "اهتمامه الدائم منذ كان قائدا للجيش بتطوير القطاع الصحي وتعزيز قدراته، ولهذه الغاية كان الدعم لابرام اتفاقية التوأمة الموقعة بين قيادة الجيش ومستشفى "المشرق" و"ايكادر لبنان"، والتي شكلت أساسا متينا لاطلاق هذه المبادرة".

واعتبر أن "اعتماد لبنان مركزا حصريا للشرق الأوسط في مجال الجراحة بواسطة "الروبوت"، يسهم في تعزيز دوره كمركز للسياحة الاستشفائية والعلاجية وتبادل الخبرات الطبية".

إلى ذلك التقى الوزير السابق رشيد درباس، الذي تداول مع ه في الأوضاع العامة والواقع القضائي في لبنان، اضافة الى حاجات طرابلس والشمال.