أعلنت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي ووزير الصحة العامة راكان ناصر الدين، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي واليونيسف، استئناف برنامج الكشف الطبي المدرسي لضمان الرعاية الصحية الوقائية والتوعوية، والتشخيص المبكر والإحالة عند الحاجة، لجميع الأطفال في المدارس الرسمية، مع الاستفادة من البيئة المدرسية لنشر الوعي حول مواضيع صحية متعددة بين الجيل الجديد.

وجاء هذا الإعلان خلال لقاء عقد في مدرسة الأوروغواي الرسمية المختلطة في بيروت، بحضور ممثل بعثة الإتحاد الأوروبي سيدريك بيارار، ممثل اليونيسف في لبنان أخيل أيار.

وقالت وزيرة التربية إنّ "تأمين التربية الشمولية والتعلم الجيد للجميع من المسلمات وأصبحت أهداف التعليم تتخطى الاهتمام بالناحية الاكاديمية للمتعلم، التي على أهميتها لا بد من أن تتكامل مع مجمل النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية والاخلاقية. فإنّنا في وزارتنا نؤمن بان صحة أبنائنا وبناتنا هي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبلهم، فهي تؤثّر في شكل مباشر على تحصيلهم الدراسي، وقدرتهم على التعلّم، ونموهم الجسدي والذهني السليم".

واضافت: "إنّنا نعتبر التعاون القائم بين وزارة التربية ووزارة الصحة العامة من خلال حملة الكشف الطبي المدرسي المجاني في المدارس والثانويات الرسمية، شراكة أساسية نسعى لان تستثمر من خلال تشبيك المجتمع المدرسي بشكل دائم مع مراكز الرعاية الصحية في كل المناطق اللبنانية".

وتابعت: "لا شك ان تفعيل هذا التعاون لم يكن ممكنا في هذه الظروف التي يمر بها القطاع التربوي في لبنان لولا شراكة مميزة مع اليونيسف والاتحاد الاوروبي، الذي أمّن التمويل لوزارة الصحة العامة مرتكزين على الحاجات الحقيقية للمتعلمين. فقد أمّن هذا المشروع الكشف المجاني لنحو ألف مدرسة وثانوية رسمية؛ ووفر الإطار اللازم لأن تؤمن وزارة التربية الكشف الطبي لها من خلال شركاء آخرين بطريقة مجانية، للعدد القليل الباقي من المدارس الرسمية الذي لم تستطع مراكز الرعاية التشبيك معها لهذه السنة، فنكون بذلك قد أمّنا الكشف الطبي لجميع تلامذة القطاع الرسمي في التعليم العام بصورة مجانية."

من جهته، أكد وزير الصحة أن "المحافظة على صحة أطفال وشباب وشابات لبنان هدف رئيسي"، لافتا إلى أن "الإستمرار للسنة الثانية على إطلاق المبادرة الوطنية للكشف الطبي المدرسي التي تجمع بين وزارتي التربية والتعليم العالي والصحة العامة بالتعاون مع اليونيسف وسائر الشركاء، هو دليل على الإيمان العميق بأهمية الإستثمار بصحة أطفالنا كمسار مستدام يعكس الرؤية المشتركة لمستقبل الوطن".

وقال: "إن بيئة المدرسة السليمة والصحية هي الأساس لبناء أجيال قادرة على التعلم والإنتاج والمشاركة الفاعلة في تنمية المجتمع مستقبلا".

بدوره، قال مسؤول الفريق لشؤون الحوكمة الرشيدة والأمن وحقوق الإنسان في بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان: "يفتخر الاتحاد الأوروبي بدعم الخدمات الاجتماعية الأساسية في مجالي التعليم والصحة في لبنان من خلال هذا البرنامج الذي يركز على الأطفال، ويهدف إلى تلبية احتياجاتهم واحتياجات أسرهم. بالتعاون مع شركائنا، وزارة الصحة العامة ووزارة التربية والتعليم العالي ومنظمة اليونيسف، يضمن برنامج الكشف الطبي المدرسي الممول من الاتحاد الأوروبي الرعاية الصحّية لأكثر من 300,000 طفل، مما يعزز قدرتهم على التعلّم ويؤهلهم ليكونوا أفراداً فاعلين في مدارسهم ومجتمعاتهم."

وقال ممثل اليونيسف في لبنان: "تؤثر صحّة الأطفال ووصولهم الى الغذاء السليم على تعلّمهم ونتائجهم المدرسية، خصوصا مع تزايد الفقر حيث تعجز غالبية الأسر في لبنان عن الحصول على الرعاية الصحيّة الوقائية".

وأضاف: "إن الإستثمار في صحّة الطلاب وتغذيتهم ورفاههم لا يقلّ أهميّة عن الإستثمار في توفير التعليم الجيّد، العادل والشامل. لذلك، أوّد توجيه الشكر للدعم المالي المقدّم من الإتحاد الأوروربي، لأن الأطفال والشباب والشابات الذين يتمتعون بتغذية جيّدة يتعلمون بشكل أفضل. وهؤلاء، عندما يُصبحون بالغين، يعيشون حياة أكثر صحة وإنتاجية".

بعد ذلك تفقد الوزراء والشركاء والحضور غرفة الكشف الطبي المدرسي، وعاينوا فحص العديد من التلاميذ، فيما قدمت مديرة المدرسة راشيل شدياق الورود للرسميين، وشرحت تنفيذ البرنامج في مدرستها وفعالية الكشف حفاظا على صحة التلاميذ.