شدد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ضمن فعالية "منبر القدس" بمناسبة يوم القدس العالمي، على "أننا في مرحلة مسؤولية الدولة في تنفيذ الاتفاق وخروج الاحتلال، أما المقاومة فمستمرة بحضورها القوي، تعمل حيث يجب أن تعمل وحيث تُقدر أن تعمل، لكن لِيكن معلوماً المقاومة إيمانٌ متجذر وخيارٌ ثابت، تتحرك بِحكمة بِحسب متطلبات المواجهة".
وأكّد أنّ "على الدولة اللبنانية أن تقوم بمسؤوليتها وأن تضغط على القوى الفاعلة الذين رعوا الاتفاق"، موضحًا "أننا لن نقبل بإستمرار الاحتلال، ويجب عليه أن يُفرج عن الأسرى، ولا محل للتطبيع ولا للإستسلام في لبنان".
وقال الشيخ قاسم: "حزب الله والمقاومون في لبنان ساندوا غزة ومعركة "أولي البأس"، ففي لبنان عمل المقاومون المجاهدون وهذا الشعب الشريف بمختلف أطيافه وأحزابه وقواه الذين يُؤمنون بهذا الحق وقدموا تضحيات كبرى".
وأضاف "هناك عدة آلاف من المقاومين والشعب اللبناني ارتقوا شهداء على درب فلسطين دفاعاً عن غزة ولبنان وتحرير الأرض"، مشيرًا إلى أنّه "لم تُحقق إسرائيل أهدافها في إنهاء المقاومة في لبنان، ولم تتمكن من الوصول إلى الليطاني، وأُعلن وقف إطلاق النار وحالة المقاومة حالة صمود وهي في موقعٍ قوي".
وفي كلمته بالمناسبة، قال قاسم: "خمس وسبعون عاماً من الاحتلال الإسرائيلي لِفلسطين والقدس ولم تتمكن إسرائيل من إلغاء الهوية الفلسطينية، ولم تتمكن من شرعنة شبرٍ واحدٍ من فلسطين. إلى الآن فلسطين مُحتلة والكيان الإسرائيلي لا دولة له ولا حدود، جاء طوفان الأقصى لِيقلب المعادلة، منذ ثمانية عشر شهراً على طوفان الأقصى والقضية الفلسطينية تتألق في العالم وتبرز كحقيقةٍ لا يُمكن أن يُلغيها أحد، وتنكشف إسرائيل بِأعمالها العدوانية الإجرامية، وفي آنٍ معاً تبين أن الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة وجود، ولا يُمكن لِهذا الاحتلال أن يُكرس حضوره وأن يأخذ أرض فلسطين".
وأوضح أنّ "من حقنا اليوم أن نرفع الشعار الذي رآه المنتدى، منتدى القدس، شعار "على العهد يا قدس" لأننا سنستمر ولأن هذا الشعب الفلسطيني لن يتوانى ولأنه مع كل هذه التقديمات لا يمكن إلا أن يكون في المقدمة إن شاء الله لإستعادة القدس في يومٍ من الأيام".
وصرّح قاسم بأنّه "يجب أن نعلم أن المخطط الأميركي الطاغوتي كبيرٌ جداً وخطيرٌ جداً من خلال استخدامه لأداة الإجرام الإسرائيلية، المخطط هو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، وتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة، واحتلال أراضٍ من الدول المُجاورة من لبنان وسوريا والأردن ومصر، وتقسيم دول المنطقة حتى تُصبح دولاً كثيرة متناثرة يسهل التلاعب بها، التحكم بالشرق الأوسط الذي يُريدونه على شاكلتهم".
وشدد على أنّ "المُخطط كبيرٌ جداً، لذا حجم التضحيات هي كبيرة لأنها تُريد إسقاط هذا المخطط، الذي ستلجمه التضحيات إن شاء الله تعالى وتُسقطه مهما بلغ، لأن المقاومة مستمرة ولأن العطاءات ستستمر."، مضيفًا "فلسطين عظيمةٌ بشعبها ومقاومتها، لا يمكن أن تُهزم، المستقبل لفلسطين إن شاء الله تعالى. ما الذي نراه؟ تفوق إسرائيل بالإبادة وقتل المدنيين وقتل الحياة والتدمير لكل شيءٍ على وجه الأرض، هذا عار، لكن المقاومة تفوقت بالثبات على حقها رغم التضحيات الكبرى وهذا شرف عظيم".
ولفت إلى أنّه "لقد سقط القناع القيادي الإنساني لأميركا وانكشف الطاغوت على حقيقته والوحشية التي يتميز بها تجاه حقوق الشعب الفلسطيني ومعه وحشية الكيان الإسرائيلي"، و"على كل حال هذه جولة، والجولة ليست نهاية المطاف، نحن واثقون أن النصر سيكون للمؤمنين بهذه القضية العظيمة، قضية فلسطين".
إلى ذلك، أشار قاسم إلى أنّ "إخواننا في اليمن أبدعوا في نموذج المساهمة والمواجهة في البحر وفي إطلاق الصواريخ على تل أبيب وفي كل هذه الأعمال البطولية رغم بعد المسافة، هذا يُحمّل العرب والمسلمين مسؤولية التخاذل لأنهم لوا أرادوا أن يقوموا بِعمل لاستطاعوا سواءً كانوا بعيدين أو قريبين، لكنهم يتخاذلون وسيتحملون مسؤولية كبرى لأن إسرائيل لن تدعهم ولن تتوقف".
وذكر أنّ "العراق هو الخزان الداعم لِفلسطين ولبنان والمنطقة بشعبه ومرجعيته وحشده، وهو الذي قدم الشهيد القائد أبو مهدي المهندس على طريق القدس، وقدم الإمكانات للصمود والدعم، هو في الموقع المشرّف".
وقال قاسم: "هذا المحور مدينٌ لإيران الإسلام بالدعم، بكل أشكال الدعم، الدعم المالي والعسكري والسياسي والإعلامي، ودعم هذا الشعب الشريف الذي أعطى الكثير الكثير ويتحمل الكثير الكثير من أجل قضية فلسطين".
وأضاف "يُشرفنا أن نكون جزءاً من محور المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي ومن وراء إسرائيل، ولا يُشرفنا أن نكون مع الطاغوت ومع الاحتلال الذي يُحاول أن يمد يده للسيطرة على المنطقة. شعارنا "على العهد على قدس"، سنستمر، سنتحمل، سنتابع، والنصر من عند الله تعالى".