كشف مصدر رفيع المستوى في قيادة الأركان بإيران، أن قيادة القوات المسلحة أمرت برفع حال التأهب وتجهيز ردود انتقامية فورية ومماثلة، تشمل القواعد الأميركية بالمنطقة والمنشآت الإسرائيلية. وقال المصدر لـ "الجريدة" الكويتية إن التقييمات الإيرانية بشأن التهديدات الأميركية بالقيام بعمل عسكري، في حال رفضت طهران التفاوض بشأن تسوية دبلوماسية حول أنشطتها النووية المثيرة للقلق، تذهب في اتجاهين. الأول، وفق المصدر، وهو السائد لدى السياسيين، يرى أن ترامب لا يريد حرباً ولن يبادر إليها مادام هناك مسار دبلوماسي محتمل، أما الثاني، وهو السائد لدى العسكريين، فهو يعتبر أنه في مثل هذه الظروف يكون الخطر الأكبر لأن الاحتمال مرتفع بأن يستغل الأميركيون هذه الحسابات الإيرانية لتنفيذ هجوم مباغت، أو أن يقوم الإسرائيليون بضربة غادرة.
وتحدث المصدر عن تجارب كثيرة معظمها لم يخرج إلى العلن، حول نسف إسرائيل تفاهمات بين واشنطن وطهران، مضيفاً أن هناك بالفعل معطيات لدى الأجهزة الإيرانية عن تحضيرات إسرائيلية للقيام بتحرك ضد طهران يجبرها على رد يحتم على واشنطن الاصطفاف إلى جانب الدولة العبرية.
وكشف أن أحد السيناريوهات المطروحة لدى الأجهزة الأمينة هو قيام الإسرائيليين بحملة اغتيالات لشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وعلمية إيرانية، أو بهجمات تخريبية ضد منشآت عسكرية ونووية. ولا تستبعد هذه الأجهزة عملية أميركية ـ إسرائيلية ضخمة ضد طهران، مع حشد واشنطن تعزيزات عسكرية كبيرة بالمنطقة. وفي إطار خططها للتصدي لهذه الاحتمالات، أكد المصدر أن قيادة الأركان أمرت القوات المسلحة بتركيب آلاف الصواريخ البالستية على بطارياتها لتكون جاهزة للانطلاق، وتم إصدار الترخيص للقادة الميدانيين بإطلاقها بمجرد حصول أي هجوم دون الحاجة لانتظار أوامر عليا. وقال إنه شخصياً لا يعتقد أن الأميركيين مستعدون للمغامرة، وهم يعلمون أن مثل هذا الهجوم سيكون مكلفاً عليهم، لكن الحشود الأميركية بالمنطقة تُجبر طهران على رفع جاهزيتها الحربية.
وأضاف أن ما يزيد على ألف صاروخ بالستي فرط صوتي من العيار الثقيل تم تصويبها تجاه منشآت نووية إسرائيلية، وهذه الصواريخ لم يتم برمجتها على إحداثيات منشآت ديمونا فقط، بل على عدد آخر من المنشآت الموجودة في وسط الدولة العبرية، حيث تؤكد المعلومات الاستخباراتية أن الإسرائيليين نقلوا برامجهم الاستراتيجية الحساسة إليها، كما صوّبت القوات الإيرانية صواريخها باتجاه قواعد عسكرية أميركية بالمنطقة. ولفت إلى أن قادة القوات المسلحة أجمعوا على مطالبة المرشد الأعلى بتغيير فتواه والسماح بتصنيع السلاح النووي، والانتهاء من هذا الجدل الذي تثيره واشنطن، في رسالة سُلِّمت لمكتبه بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهورية الإسلامية أمس.
وطالب القادة في رسالتهم بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي في ظل الضغوط والتهديدات والظروف الحالية، ووجود رئيس بواشنطن يمكن أن يقوم بأي مغامرة غير محسوبة. وذكر أن القوات الإيرانية تمتلك القدرة على استهداف قاعدة ديغو غارسيا عبر طائرات مسيّرة بعيدة المدى، بالإضافة إلى صواريخ نُشرت على جزر نائية وسط المحيط الهندي، بعد أن نقل الجيش الأميركي قاذفات شبحية بعيدة المدى من طراز "بي 2" القادرة على حمل رؤوس نووية إليها بهدف زيادة الضغط على طهران.