أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب ​إيهاب حمادة​، إلى أنّ "من قدّم سيّده وقائده وسادته وأكثر من خمسة آلاف شهيد، ودُمّرت بيوته ومنازله، وهُجّر من قراه على مستوى جغرافيا ​لبنان​، إسنادًا لإخوة ولشركاء ونظراء في الدّين وفي الحق وفي الانتماء وفي الإنسانية، قدّم كل شيء وكان ثابتًا من أجل إسنادهم. فاسألوا أنفسكم ماذا يقدّم ليحمي نفسه ووجوده ومبادئه وثوابته؟"، موضحًا أنّه "سيكون على مستوى المواجهة في مكان لا تصل إليه أوهامكم أبدًا، فالتفتوا واحذروا".

ورأى، خلال حفل تأبيني في بلدة نحلة، أنّ "ما يحاك هو على مستوى هذه المنطقة، ولعلّ هدف الغرب وفي مقدّمته أميركا وهي الرّأس المدبّر الّتي تتمظهر كل يوم أكثر فأكثر بأنّها الشّيطان الأكبر، ولعلّنا في هذه اللّحظة نرى تمامًا رؤية الإمام الخميني لهذا التّوصيف الحقيقي، وقد انسجم الشّكل والسّعي لهذه الإدارة فيما بينهما، لنرى ذلك بوضوح أنّنا واقعًا أمام شيطان أكبر".

ولفت حمادة إلى أنّ "ما يجري في فلسطين وبعد ما كشف من خلال خطابات الرّئيس الأميركي السّابق جو بايدن سابقًا، وخطابات وتصريحات الرّئيس الأميركي دونالد ترامب حاليًّا، يوضح تمامًا بغير شك أو ريب، بأنّ المخطّط أميركي، وأنّ الكيان الغاصب لا يشكّل سوى أداة قذرة لتنفيذ هذا المشروع".

وركّز على "أنّنا في هذه اللّحظة على مستوى ما جرى ويجري على لبنان خصوصًا في جنوبنا الحبيب، وما نراه من استهداف دائم لهذا العدو، وأصوات في الدّاخل ربّما لا تلاقيه فحسب، إنّما تمهّد له ليمعن أكثر في القتل وفي الاستباحة، ثمّ تأتي لتغسل عنه جرائمه فيما تسوقه من تبريرات ودعوات لاستكمال أذيّته واعتدائه على ما هو بالأساس وطنهم، وعلى من هُم في الأساس إخوتهم وشركاؤهم في هذا الوطن، ويتلاقى مع ما يجري على هذه السّاحة ما تغيّر على مستوى سوريا".

كما اعتبر أنّه "علينا القول إنّ العدو للأسف من أمامكم وعلى يمينكم وعلى شمالكم والبحر من خلفكم. ونحن في المعطى المادّي الجغرافي، الكيان الصّهيوني على حدودنا الجنوبيّة، مع شمال فلسطين المحتلّة، وأيضًا هناك من يرفع شعار العداء على مستوى حدودنا الشّرقيّة والشّماليّة"، مبيّنًا "أنّنا بالتّالي في واقع مختلف عمّا سبق، وتُخاط المؤامرة لتستكمل المشروع الّذي بدأ وتظهرت معالمه في عام 2006، بما يعرف بالشّرق الأوسط الجديد، وما عبّر عنه بصفقة القرن".

وأكّد حمادة أنّ "كلّ ما يجري هو استمرار لذاك المشروع، بأن نكون لا خدمًا للكيان والأميركي فحسب، بل إنّ مشروعهم الجديد في سياق ما عبّر عنه بتصفية المقاومة وسحقها، وربّما نشهد في الأيّام المقبلة تجلّيات أكثر استهدافًا ممّا نحن فيه على مستوى ما ذكر من المشروع، الّذي نراه يلوح أمامنا في الأفق".

وأضاف: "نقول للجميع، نحن على ما نحن عليه في مواقفنا وثباتنا، باعتمادنا واتكالنا على الله، لأنّنا أصحاب حق ولأنّنا كنّا في موقع المساندة لقضيّة لا يختلف عليها اثنان، قضيّة تتوفّر فيها المعايير على كمالها بأنّها قضيّة دينيّة مرتبطة بعبادتنا، وأنّها قضيّة أخلاقيّة مرتبطة بما نراه في غزة من قتل وتدمير وإصرار من ترامب على أن يخرج منها أهلها، وأيضًا على مستوى ما يعبّر عنه بالحقوق الإداريّة تحت عنوان المواطنة، إخراج أصحاب الأرض".

وأشار إلى أنّه "لا يختلف اثنان على مستوى العالم، بأنّ هذه الأرض للفلسطينيّين، وأنّ إسرائيل تشكّل احتلالًا واغتصابًا لما لا تملك فيه لا على المستوى التّاريخي ولا على المستوى القانوني أي حق، وأيضًا بالمعنى الإنساني، حيث سقطت شعارات كبرى على مستوى الأمّة وعلى مستوى العالم؛ فيما يعبّر عنه بالدّفاع عن الإنسان وحقوق الإنسان".

إلى ذلك، شدّد حمادة على أنّ "رغم هذه الصّورة وهذا الواقع، نحن أقوياء وثابتون، لا يغرنّ أحدًا موقفنا في ترك الفرصة والمجال للعمل الدبلوماسي، هذا لا يعني استسلامًا أو هزيمة، إنّما يشكّل فرصةً لمن ادّعى خلال فترات زمنيّة طويلة أنّه يمكننا في لبنان أن نحمي حدودنا وثرواتنا وإنساننا من خلال العمل الدّبلوماسي".

وأوضح أنّ "العمل الدبلوماسي منذ وقف إطلاق النّار، الّذي تمّ من خلال ثبات المقاومة وثبات المجاهدين، ومنع العدو من أن يتحرّك مترًا واحدًا في أرضنا في لبنان، وكانت المقاومة بعد أن استعادت جهوزيّتها وحضورها تلقّن العدو دروسًا، جاء وقف إطلاق النّار تحت هذا العنوان وفي هذه الظّروف".

وتابع: "بينما مع دبلوماسيّتكم وعملكم السّياسي، كلّ لبنان مستباح، أرض لبنان، أطفال لبنان، شباب لبنان، بحرًا وجوًّا وبرًّا. بدبلوماسيّتكم وصل الأمر ببعض السّياسيّين لكي يعلنوا صراحةً انتماءهم إلى المشروع الإسرائيلي، دبلوماسيّتكم كانت خرساء أمام كل هذه الاستباحة لهذا العدو".

ولفت حمادة إلى أنّ "هناك وقتًا سيعلَن فيه سقوط هذا المسار، ونحن لا نراهن على سقوطه، على العكس من ذلك، نحن ندعو حكومتنا ودولتنا والسّلطة إلى أن يمارسوا كل ما يمكن في سياق العمل الدبلوماسي ليحموا هذا البلد".

وركّز على "أنّنا على أبواب استحقاقات بلديّة ثمّ نيابيّة، ونقول للجميع إنّ البعض الّذي يريد أن يتسلّل إلى فتن داخليّة هنا وهناك من أجل شرذمة البيئة، ليظهر بيئة المقاومة على أنّها أجزاء هو واهم، ولذلك عنواننا العريض في ​الانتخابات البلدية​ السّعي في كل مكان لإنجاز تفاهمات وتوافق، بحيث نصل إلى مرحلة تزكية لكل البلديّات، لأنّنا نعتقد أنّ بيئتنا واحدة، وأنّهم حاولوا أن يدخلوا من خلال بوابات وشبابيك، ولكن ثبات هذه البيئة، وعيها، وانتماؤها أغلق عليهم كلّ الأبواب وكل الشبابيك".

وختم: "بالأمس، قالت مبعوثة الخارجيّة الأميركيّة إنّ الجلسة مع بعض من في الدّاخل اللّبناني، تناولت كيفيّة هزيمة "​حزب الله​" في الانتخابات البلديّة ومن بعدها النّيابيّة، وهي واهمة. بيئتنا الّتي قدّمت كلّ ما تملك في سبيل ما تحمل من رؤية ومن أهداف، لا يمكن أن تمكّنهم من أن يحقّقوا أهدافهم الشّيطانيّة تحت عناوين مختلفة".