أنا سعيد، كلمة تحمل في طيّاتها معانٍ كثيرة، فما هي السعادة؟
سأل مرّة طفل جدّه وقال: ما هي السعادة؟
فنظر جدّه إلى زوجته وهي تحضّر له القهوة: هذه هي فرحتي وابتهاجي في هذه الحياة!
فقال الصبي: القهوة؟
وإذ ارتسمت على محيا الجدّ ابتسامة عريضة أجاب: القهوة جزء من اللوحة التي أبدعتها أنامل الخالق...
فنظر الصبي إلى البعيد يفكّر بمعنى الحياة: أليست السعادة مالاً ونجاحاً وقوة؟ لكني لا أفهم ماذا تقصد...
وإذا بالشيخ يتفوه ببضعة جمل تختصر مسيرة حياة: السعادة لحظات لا تقدر بثمن، نظرات تأخذك إلى جنّة لازوردية، تثبت فيك دفء ومشاعر وأحاسيس قيمة تحيي كل تعب تتغلغل في جسدك وكل كهولة نهشت عظامك...
الجبور لا يأتي في ماديّات أو مناصب أو سلطة تعمي عيون البشر وتبيد أحاسيسهم وتنتشل من جسدهم روح النقاء والقداسة...
البهجة دقائق تغذّي الروح وتسمو بالنفس...
عش حياة كريمة، تأمل بعد، أفضل ربك في السماء لن ينسى احتياجاتك، ولكن غذّي فؤادك من تلك اللحظات لتحاكي الله في إبداعه.