أشار العلامة السيّد علي فضل الله، في خطبة الجمعة الى أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمر رغم مرور نحو أربعة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار، ولازلنا نشهد عمليات الاغتيالات والغارات الجوّيّة التي تستهدف مناطق البقاع والجنوب وتهديده للضاحية وفي منعه للأهالي من العودة إلى قراهم المدمّرة في الشريط الحدودي وهو يستهدف حتى الغرف الجاهزة في البلدات التي وجدت لتكون مأوى يلجأ إليه من تهدّمت بيوتهم كما هيئات الاغاثة والبلديات التي تتولى رعاية الأهالي المتواجدين في القرى الحدوديّة".
وتابع :"في الوقت الّذي تفي الدولة اللبنانيّة ومعها المقاومة بكل الالتزامات التي أخذتها على عاتقها بموجب الاتّفاق مع هذا العدو وحتّى عدم الرّد على اعتداءاته تاركة عهدة ذلك على اللجنة المكلّفة بوقف اطلاق النار والدول الضامنة الّذين عليهم القيام بمسؤولياتهم والالتزام بتعهداتهم تجاه الدولة اللبنانية بمنع الكيان الصهيوني من الاستمرار بخروقاته وازالة احتلاله، وهم قادرون على القيام بذلك ان أرادوا ،ولكن مع الأسف لا نشهد أي رد فعل على ما يقوم به العدو حتى بتنا لا نرى مجرّد ادانة له فيما نشهد مزيدًا من الضغط على الدولة اللبنانيّة لنزع سلاح المقاومة والذي جاء التعبير عنه من قبل نائبة المبعوث الأميركي المكلّف بالأشراف على تطبيق وقف اطلاق النار التي زارت لبنان مؤخرًا وتأكيد المقاومة بأنها تقف وراء الدولة اللبنانيّة وتراها هي المعنية بهذا الأمر رغم أن الاعتداءات استهدفت وتستهدف كوادرها والبيئة الحاضنة لها".
واعتبر"إنّنا أمام ما يجري لا بدّ أن ننوّه بالموقف الرسمي الموحّد الذي تبلغته نائبة المبعوث الأميركي والمتمسّك بأنّ البحث بسلاح المقاومة يكون، ويحصل بعد ايقاف العدو لاعتداءاته وانسحابه من الأراضي اللبنانيّة وضمان عدم المس بسيادته واستعادة أسراه".
ودعا "كل القوى السياسيّة وكل اللبنانيين إلى مساندة هذا الموقف لتعزيزه والكف عن أيّة تصريحات تسهم في اضعاف هذا الموقف بما يخدم أهداف العدو وأن تتوحّد جهودهم وتتضافر لاستعادة هذا البلد سيادته على أرضه ولمنع العدو من تحقيق أية مكتسبات أمنية وسياسية يريد الحصول عليها في هذه المرحلة".
وناشد "الجميع في هذا البلد أن تنبع قراراتهم ومواقفهم من باب المصلحة الوطنيّة وبعيدًا من المصالح الفئويّة التي مع الأسف تستحضر حتّى في القضايا المصيريّة وأن لا تكون هذه المواقف صدى لرهانات خارجية وأن يكون الهم واحدًا وهو ايقاف العدوان وعدم الرضوخ لمطالب الخارج".
وتابع:"إنّنا نعي حجم الضّغوط التي تمارس على هذا البلد ولا نريد أن نهوّن منها لكن ذلك لا ينبغي أن يجرّد البلد من مواقع القوّة الّتي يخشاها العدو ليدعو البعض إلى نزع السّلاح من دون أن يكون هناك أي ضمانات لهذا البلد بأنه سيكون آمنًا من هذا العدو ولن يستباح كما يستباح اليوم عندما يفقد القدرة على مواجهة أي عدوان ولن يكون عرضة لما يهدّد أمنه وسيادته واستقراره بل إنّنا نجد اليوم ما يعزّز هذه المخاوف ممّا نراه من تهديدات العدو وممارساته وتحرّكاته".
واكد" أهمية أي عمل اصلاحي يؤمن للبلد الخروج من أزماته الاقتصادية والماليّة واستعادة عافيته، لاسيما لجهة سد كل الثغر التي نفذ منها من نهبوا الخزينة اللبنانية وودائع اللبنانيين وأوصلوا البلد إلى الانهيار.
وشدد فضل الله على انه "في ظل السّعي لاستعادة المصارف دورها وعافيتها والثّقة بها، لا بدّ من التّشديد على أنّ أوّل مدخل لاستعادة هذه الثّقة يبدأ بإعادة المصارف لأموال المودعين الّذين ائتمنوها على أرزاقهم وإن لم تفعل، فإنّ أحدًا من اللبنانيين لن يفكر أبدًا بايداع أمواله في مصارف أكّدت بالفعل أنها لا تؤتمن على أموال، ولا تستحق أن يكون لها دور في الحياة الاقتصاديّة للبنان".