أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، في خطبة الجمعة، أنّ "الصراع الذي يخوضه الغرب ضد الأمة لم يعد مجرّد مواجهة أيديولوجية، بل تحوّل إلى خطر وجودي يستهدف بقاء الشعوب وتماسك المجتمعات".

وحذّر الخطيب من تحوّل المشاريع الأيديولوجية المتضاربة إلى أدوات فتنة داخلية، مشيراً إلى أنّ الغرب تمكّن من ابتداع مرجعيات داخل العالم العربي والإسلامي تسوّق لهذه المشاريع باسم الإسلام، مما ساهم في تعميق الانقسامات الطائفية والعرقية والمذهبية، وأدى إلى تفتيت المجتمعات واستنزافها.

وشدّد على أن "الوقت لم يعد مناسباً للصراعات الأيديولوجية بين القوى المختلفة في العالمين العربي والإسلامي"، داعياً هذه القوى إلى "التراجع خطوة إلى الوراء، والتوحّد حول هدف أساسي هو الدفاع عن الوجود والمصالح ووحدة المجتمعات"، محذّراً من أن "تفكك هذه المجتمعات سيعني استحالة طرح أي مشروع مستقبلي".

وتطرّق الشيخ الخطيب إلى الوضع اللبناني، معتبراً أنّ "لبنان، نظراً لهشاشته البنيوية، هو الأكثر حاجة إلى الاستفادة من الفرصة وتحمّل مسؤولية المبادرة". واكد إنّ "لبنان كان المدخل الذي استغلّه العدو لنشر الشر في المنطقة، ومن هنا عليه أن يكون المدخل لإغلاق هذا الباب".

وفي السياق نفسه، أعرب عن أمله بأن يشكّل العهد الجديد بقيادة رئيس الجمهورية وتعاون رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة فرصة لعبور هذه المرحلة الحساسة، شريطة انتهاج ​سياسة​ تقوم على "المصلحة الوطنية العليا".

وفي ما يتعلّق بالسيادة والأمن، شدّد الخطيب على أن "الدولة العادلة والقادرة هي الضامن الوحيد لاستقرار البلاد وسلامة أهلها"، لافتاً إلى أن النقاش حول "حصرية السلاح" لا يمكن أن يتم بمعزل عن الواقع الأمني والتهديدات المستمرة، وعلى رأسها التهديد الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار، دعا إلى "تمكين الجيش اللبناني عُدّة وعديداً ليكون قادراً على مواجهة التهديدات الوجودية"، معتبراً أن "هذا التمكين وحده ما يجعل منطق حصرية السلاح بيد الدولة قابلاً للتطبيق الواقعي ويُعيد الطمأنينة إلى اللبنانيين".

وختم الخطيب مشدداً على ضرورة بناء دولة قوية، تحمي أمن مواطنيها من دون الحاجة إلى أن يحتموا بأنفسهم، داعياً إلى تجاوز الخطابات التحريضية التي تهيّئ الأرضية للاشتعال عند أول شرارة.