في تكريس للمسار العام على المستوى السياسي، في السنوات الماضية، تخاض الانتخابات البلدية في العديد من القرى والبلدات، التي يملك التأثير الأكبر فيها كل من "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"الحزب الديمقراطي اللبناني"، بجو من التوافق العام، الذي لا يلغي المنافسة التي يغلب عليها الطابع العائلي في بعض الأماكن، بهدف الحفاظ على الاستقرار القائم في منطقة الجبل، وهو ما يدفع الحزبين إلى التشديد على أن التأثير الأكبر في هذه الانتخابات هو للعائلات.
هذا الواقع، يقود في بعض البلدات إلى وجود منافسة داخل البيت الحزبي الواحد، بينما في أماكن أخرى تتنافس الأحزاب على مستوى دعم شخصية ما لرئاسة البلدية، في حين أن اللائحة المنافسة تضم شخصيات محسوبة عليها، الأمر الذي يدفع مصادر مطلعة إلى التشديد، عبر "النشرة"، على أن الأمر يعود إلى التأثير العائلي، مع العلم أن بعض البلدات تشهد أيضاً تنافساً بين أبناء العائلة الواحدة، في وقت تسود حالة من الانقسام بين الشخصيات المحسوبة على المجتمع المدني، التي كان من المتوقع أن تخوض منافسة حادة في بعض الأماكن.
في هذا الإطار، تلفت المصادر نفسها إلى أن الطابع العائلي يسيطر على المنافسة في الشوف، خصوصاً أن "الاشتراكي" هو صاحب التأثير الأكبر في القرى والبلدات، من دون أن يلغي ذلك أهميّة كل من "الديمقراطي" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" وحزب "التوحيد العربي" في عدد من القرى والبلدات، لكنها تشير إلى أنه، حتى الآن، لم تبرز منافسة حادة في أي مكان من حيث المبدأ.
في المقلب الآخر، تسجل أجواء معارك حامية في بعض القرى والبلدات في قضاء عاليه، بحسب ما تؤكد هذه المصادر، لكنها تشدد على أن ذلك يبقى ضمن السقف المضبوط، الذي لا يمكن أن يقود إلى أي توتر أو يؤثر على الجو التوافقي العام، لا سيما أن التعاطي، من قبل الجميع، لا يأتي من خلفية حزبيّة، مع العلم أنّ الصورة لم تتضح في بعض القرى والبلدات في الوقت الراهن، بانتظار الأيام الفاصلة عن موعد فتح صناديق الاقتراع.
في هذا المجال، من الممكن الحديث عن تنافس حاد في عرمون بين لائحتين: الأولى ستكون برئاسة فراس فضيل الجوهري، بينما الثانية ستكون برئاسة حسام الجوهري، وهو ما ينطبق أيضاً على الواقع في بشامون، حيث تظهر لائحتان: الأولى برئاسة عزات عيد، المدعوم من "الاشتراكي"، في حين أنّ الثانية ستكون برئاسة وديع عيد، مدعومة من "القومي" و"الديمقراطي"، لكن الأساس هو التنافس العائلي.
بالإضافة إلى ما تقدم، لم يتضح، حتى الآن، المسار العام في بلدة كفرمتى، بالرغم من أن المنافسة، في حال حصلت، ستكون داخل البيت الواحد، بينما في بيصور، عدم التوافق من المرجح أن يؤدّي إلى تنافس بين الأحزاب والعائلات. أما في مدينة عاليه فإن التوجه هو نحو تجديد الثقة برئيس البلدية الحالي وجدي مراد، بالرغم من بروز بعض الأصوات، التي تدور في فلك "الاشتراكي"، المطالبة بالتغيير الذي يكون بإشراف مراد نفسه. في حين تتقدم جهود تشكيل لائحة توافقية في الشويفات برئاسة نضال الجردي، مدعومة من الأحزاب والعائلات وتضم شخصيات محسوبة على المجتمع المدني.
بالنسبة إلى القرى والبلدات في حاصبيا، تؤكد مصادر متابعة، لـ"النشرة"، أن الصورة العامة لم تتضح بعد، لكنها تشير إلى أن الأمور تسير وفق المسار العام القائم، أي التوافق بين "الاشتراكي" و"الديمقراطي"، الذي لا يلغي التنافس العائلي في بعض القرى والبلدات، لكنها تشدد على أن الأمور لا تزال تتطلب المزيد من الوقت كي تتضح أكثر، لا سيما بالنسبة إلى إمكانية دخول المجتمع المدني على خط المعركة في المدينة نفسها.