أشار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، في رسالة وجّهها إلى كهنة الأبرشيّة بمناسبة أسبوع الآلام، إلى "أنّنا نقف على عتبة أسبوع هو قلب الزّمن اللّيتورجي، وجوهر سرّ الفداء: أسبوع الآلام المقدّسة. ندخله لا كمتفرّجين على دراما إلهيّة من بعيد، بل كمشاركين في سرٍّ يفوق الإدراك، لأنّنا نحمل في أجسادنا نحن الكهنة آثار موت الرّب يسوع، لنُظهر حياته في كل خدمة، وفي كل ذبيحة، وفي كل كلمة".
وشدّد على أنّ "آلام المسيح ليست مشهدًا تاريخيًّا نُعيد تلاوته، بل سرًّا نحياه في عمق رسالتنا، كل يوم، ومع كل نفس نخدمها. فالمسيح المصلوب لا يزال اليوم يحمل خطايا العالم، في أوطان تنزف، وقلوب تتمزّق، وأرواح تئنُّ تحت ثقل الصّليب"، لافتًا إلى أنّ "كلّ مرّة نقف فيها أمام المذبح، نُدرك أنّنا لا نحتفل بذكرى، بل نتّحد بسرّ الذّبيحة، ونقدّم أنفسنا معه قربانًا حيًا، مرضيًا لله".
ودعا ابرهيم إلى "دخول أسبوع الآلام بقلب كهنوتي نقي، متواضع، وملتئم بالصليب. دعونا نخلع عنّا رداء الرّتابة، ونتّشح برداء الحبّ المضطرم، فنُصغي مع التّلاميذ إلى أنينه في بستان الزيتون، نبكي معه في المحاكمة، نصمت معه عند الجلد، نصمد تحت الصّليب مع أمّه، ونقوم معه فجر الأحد بقيامة جديدة في رعيتنا، في كنيستنا؛ في قلوبنا".
وأكّد أنّه "ليس المطلوب أن نفهم الألم، بل أن نحمله معه، ليس المطلوب أن نفسّر الدّموع، بل أن نمسحها باسم المصلوب، وليس المطلوب أن نتهرّب من الصّليب، بل أن نعانقه بثقة الحبيب"، مضيفًا: "ليكن هذا الأسبوع فرصةً لنعود إلى جوهر الكهنوت: أن نكون صورة المسيح الرّاعي المتألّم من أجل الخراف، الرّافعهم على كتفيه، والغافر لخطاياهم بدمه الكريم. ليكن أسبوع الآلام هذا، تجديدًا لعهودنا، وتثبيتًا لمحبّتنا، وتقديسًا لرسالتنا".
وتابع: "فلنمشِ مع يسوع في درب الجلجلة، لا بخوف بل بإيمان، لا بضعف بل برجاء، متيّقنين أنّ "آلامَ الزَّمانِ الحاضِرِ لا تُقاسُ بالمَجدِ العَتيدِ أنْ يُستَعلَنَ فينا”. (روم 18: 8)"، مركّزًا على أنّ "مع يسوع، الألم يتحوّل خلاصًا، ومع الكهنة، تُعلن الكنيسة وجهها المتألم والمُحب في آنٍ معًا".