في بلدة نابيه المتنية، حيث تتقاطع أحلام التنمية مع واقع الفشل المزمن، تتجدد الآمال مع انطلاقة لائحة "الإنماء والتجدد"، التي قادها شبابٌ مصممون على كسر الحلقة المفرغة من الإخفاقات البلدية. هذه اللائحة ليست مجرد اسم على ورقة انتخابية، بل هي مشروع تغيير حقيقي يهدف إلى إعادة الحياة إلى المجلس البلدي عبر رؤية جديدة تقوم على العمل الميداني، الشفافية، والإبداع.

وعلى مدى سنوات، عانت نابيه من إهمال واضح في إدارة شؤونها العامة، مما أدى إلى تدهور في الخدمات الأساسية وتراكم المشكلات اليومية، مثل أعطال الإنارة العامة وسوء المرافق الصحية والتعليمية. لكنّ هذا الواقع القاتم لم يقف عائقًا أمام جيل جديد من الشباب الذين قرروا الخروج عن الاصطفافات التقليدية وإطلاق مشروع تنموي غير مسبوق.

تتألف لائحة "الإنماء والتجدد" من مرشحين يتمتعون بسجل حافل في خدمة المجتمع المحلي، ويؤمنون بأن الحلول لا تأتي فقط من خلال الميزانيات الضخمة أو الدعم الخارجي، بل من خلال العمل الجاد على الأرض واستثمار القدرات الذاتية المتاحة. هؤلاء الشباب يضعون نصب أعينهم تحويل الهياكل الإدارية البالية إلى منظومة عمل ديناميكية تخدم المواطن وتحقق التنمية المستدامة.

وما يميز هذه اللائحة هو مقاربتها المبتكرة التي تركز على العمل الميداني بدلاً من الغرق في البيروقراطية المكتبية. يؤكد أعضاء الفريق أن العديد من المشاريع المحلية قد تعثرت بسبب التعقيدات الإدارية، بينما يمكن تحقيق الكثير إذا تم التركيز على التنفيذ العملي.

ومن بين الأولويات التي تطرحها اللائحة:

ترميم البنية التحتية: خاصة فيما يتعلق بشبكة الإنارة العامة التي تعاني من أعطال مستمرة.

تحسين الخدمات العامة: بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية، التي تعتبر أساسية لحياة المواطنين اليومية.

الاهتمام بالبيئة: من خلال مشاريع تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وجعل نابيه نموذجًا يُحتذى به.

وتشير استطلاعات المنطقة إلى تنامي الدعم الشعبي لهذه اللائحة الشبابية، حيث يرى الكثيرون فيها فرصة لإعادة الثقة بالعمل البلدي بعد سنوات من الإحباط. يقول أحد سكان البلدة: "للمرة الأولى منذ سنوات، نشعر أن هناك من يحمل قضيتنا بجدية ويملك رؤية واضحة للمستقبل".

وفي الوقت نفسه، يشدد الفريق على أهمية الموازنة بين التجديد والحفاظ على الهوية المحلية. بالنسبة لهم، التغيير لا يعني التخلي عن التراث والتقاليد، بل تحديثها بما يتلاءم مع متطلبات العصر ومعطيات العصر الحديث.

ورغم الحماس الكبير الذي أظهره سكان نابيه، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه هذه اللائحة. فالإدارة البلدية تحتاج إلى موارد وإلى حلول عملية لمواجهة مشكلات مزمنة تتطلب أكثر من مجرد النوايا الطيبة.

وفي ظل هذه الديناميكية الجديدة، يبدو أن نابيه تقف على مفترق طرق. فهي على موعد أن تكون هذه اللائحة بداية لعهد جديد من التغيير والإنماء، والمؤكد أن شباب نابيه قد أثبتوا أن الأمل لا يزال حيًا، وأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل إذا توفرت الإرادة الحقيقية والعمل الجاد.