أشار الرّئيس العام للرّهبانيّة ال​ّلبنان​يّة المارونيّة الأباتي ​هادي محفوظ​، خلال ترؤّسه ب​رتبة سجدة الصليب​ في ​جامعة الروح القدس​- الكسليك، بمشاركة رئيس الجمهوريّة جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون، إلى أنّ "الصّليب من جهة يسحب الوجود صوب السّماء فيفرح الإنسان. وإذا ما أردنا أن نحلّق صوب السّماء ناسين أرضنا يُسمّر أرجلنا في الأرض. من خلاله، يشعّ نور ولا أبهى هو نور القيامة".

ولفت إلى أنّ "النّظر إلى الصّليب مع تصفية الذّهن إلّا منه، ينقل إلى نفسنا السّلام ويذكّرنا بحقائق وجودنا. يذكّرنا بأنّ الله موجود، ونعلم حينها أنّنا كثيرًا ما نُبلع من يوميّاتنا ومشاغلنا ومشاكلنا، فلا نعود نرى الله، ونغرق في ضياع"، معتبرًا أنّ "الصّليب هو بوصلة تصوّب تفكيرنا. وحين نتذكّر وجود الله، نفهم وجودنا بطريقة مغايرة".

وأوضح محفوظ "أنّنا نتذكّر أنّ الله هو سيّد التّاريخ، وأنّه فوق كوننا وأرضنا ويملك علينا، وأنّ نوايانا وأعمالنا مشكوفة لديه"، مشدّدًا على أنّ "المؤمن لا يرزح تحت الخوف أو الإحباط، بل يكمل الدّرب بعنفوان". وبيّن أنّ "النّظر إلى الصّليب يرينا الرّب يسوع معرّى ومعذّبًا، فلا نفهم كيف حدث ما حدث له. ونحن لا نفهم ما يحصل معنا في الكثير من الأوقات. نفكّر بالمرضى ومَن فقدوا عزيزًا، بضحايا الحروب والكوارث والحوادث والتّصرّفات العبثيّة من بعض الأشخاص، ولا نفهم، فنسأل لماذا يحصل كل ما يحصل من سيّئات؟".

وركّز على أنّه "على ضوء الصّليب، نرى جميع هذه الأمور، فنعود ونضع كلّ حدث في التّاريخ، ونعلن عجزنا عن الفهم والتّحليل، لكنّنا نكمل المسيرة بديناميّة ومحبّة. لماذا؟ لأنّ الله الحيّ هنا، ربّ القيامة هنا معنا، ومعه الكلمة الفصل. الله هو العزاء والرّجاء، فهو يخرق كل مشكلة وموت وصليب بالقيامة".

كما شدّد على أنّ "مَن ينصر الحق يكون قريبًا من الله، فيضحى على الدّوام منتصرًا، لأنّ الله هو المنتصر الدّائم ولا أحد سواه"، مشيرًا إلى أنّ "صنع الخير هو سَير وراء الرّب يسوع. هكذا نظهر إيماننا المسيحي". وأضاف: "النّظر إلى الصّليب يَقينا التّيهان في التّرف الفكري، ويدفعنا إلى الالتزام بالأرض وقضاياها المختلفة المحقّة".

وتوجّه محفوظ إلى الرّئيس عون، قائلًا: "لا شكّ في أنّ انتخابكم أَدخلنا في مساحة رجاء وتيقّن أنّنا مقبلون على أيّام فيها عزّ وازدهار. إنّكم بالثّبات والعنفاون والصّلابة، تعزّزون الرّجاء في قلوب اللّبنانيّين. إيمانكم العميق ومحبّتكم للقدّيس شربل، سيكونان العضد الأهم لكم في قيادة مسيرة لبنان إلى الأمام. ولا شكّ أنّكم بتصميمكم وحكمتكم ستقودون لبنان بالطّريقة المثلى إلى منطق الدّولة".

ولفت إلى أنّ "في هذه السّنة نستذكر 50 سنة على اندلاع الحرب المشؤومة، وعلينا التّجدّد والمصالحة وأن نجسّد المبادئ الحميدة لخدمة قضيّة وطننا".

وبعد انتهاء الرتبة، صافح الرئيس عون والسيدة الأولى عددًا من المشاركين والإعلاميين الذين كانوا مدعوين حيث التقطت معهم الصور التذكارية. ثم عقدت خلوة بين رئيس الجمهورية والسيدة عون والسفير البابوي باولو بورجيا والرئيس العام للرهبانية المارونية، قبل ان ينتقل رئيس الجمهورية والحضور الى قاعة الطعام حيث اقام الاباتي محفوظ مأدبة غداء خاصة على شرفه واللبنانية الأولى.

بعد الغداء، غادر الرئيس عون الجامعة حيث كان في وداعه الاباتي محفوظ ومجلس المدبرين والاب هاشم.