شدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على أن مطلب التيار واضح وحازم وهو عودة فورية وغير مشروطة لجميع النازحين السوريين؛ وقال: كما حرّرنا لبنان من الاحتلال السوري مرّة، سنحرّره مرّة جديدة من هذا الاحتلال المقنّع بالعمل الانساني. وأكد انّ لبنان يواجه اليوم احتلالًا من نوع جديد ويجب مواجهته بالمطالبة بانسحابه. وأوضح: لبنان تُمارس عليه وصاية دولية عن طريق UNHCR التي تقرّر من يعود ومن يبقى وهذا اعتداء واضح على سيادتنا الوطنية وقرارنا المستقل وعلينا مواجهته برفض الوصاية.
وفي التجمع الذي نظمه "التيار" في الذكرى ال 20 للانسحاب العسكري السوري من لبنان بعنوان "محتلين مش نازحين"، لفت باسيل الى أنّ الحكومة عبر وزيرة الشؤون الاجتماعية ولجنة النازحين، قبلت حتى الآن باقتراح المفوضية حول مفهوم العودة الطوعية المشروطة وهذا ذل وطني، خدمةً لمصالح واجندات خارجية، وعلينا مواجهتها ان هي اكملت بهذا المسار الانقلابي على هوية لبنان.
وبالنسبة لما تفعله الحكومة بهذا الخصوص، أوضح باسيل أن لبنان في خطر وجودي حقيقي والحكومة تتكلم بالعودة الطوعية و تقترف جريمة جديدة بحق لبنان، وأضاف "رئيس الحكومة وعدنا منذ يومين بخطّة كاملة للنزوح يقدّمها بعد شهرين ولكن اساس هذه الخطة هو فضيحة ظهرت معالمها ونطلب منه وقفها". وتابع: دولة الرئيس بمحبتنا لك وبحرصنا عليك وعلى. لبنان، ادفن هذه الخطّة قبل ان تلدها حكومتك"، وقال: الموضوع ظهر في كلام لوزيرة الشؤون الاجتماعية المكلّفة بملف النازحين وعرض على اللجنة الوزارية للنازحين وحصل موافقة اوليّة وهنا الكارثة، لماذا؟ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اجرت استبيانا في شباط 2025 لدى النازحين السوريين وسألتهم عن رغبتهم "بالعودة الطوعية" المشروطة والمربوطة بتوافر الخدمات الأساسية في سوريا! اذاً في حال عدم توّفرها فلا عودة طوعية. وللتأكد او لاستكشاف توفّر هذه الخدمات، تنظّم زيارات قصيرة الى الداخل السوري تحت شعار "حريّة الاختيار" بخطوة تتجاوز السيادة اللبنانية وتمنح النازح حق اتخاذ القرار بصورة فردية، بمعزل عن اي تنظيم رسمي جماعي يأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان العليا، بل يأخذ بعين الاعتبار فقط رغبة النازح وتأكدّه من توفّر هذه الشروط والخدمات الأساسية من صحة وتعليم وعمل وكهرباء وماء وغيره".
وتابع: "مع كلّ هذا، ابدى فقط 24% من النازحين السوريين الرغبة بالعودة الطوعية، اي ما يقارب 400,000! واضاف: طلّب عودة 24% من النازحين؟ وهل نحن امام عودة مؤقتة أو نهائية؟ تستغرق سنة او عشر سنوات؟ وما هو مصير الـ 76% من النازحين الذي عبّروا صراحة عن عدم رغبتهم بالعودة؟ وهل ستبقى الدولة متفرّجة على هذا الواقع الديمغرافي المتضخّم؟ معظم النازحين لا يفكرون بالعودة".
واردف "يتلقون على الاراضي اللبنانية كل ما يحتاجونه من خدمات صحية وتعليمية واجتماعية تؤمّنها المفوضية والمنظمات الشريكة في حين ان معظم هذه الخدمات غير متوّفرة في معظم المناطق السورية، ما يثير الشكوك ما اذا كانت هذه "الزيارات القصيرة" تخفي نوايا اخرى تهدف الى تطبيع واقع النزوح وترسيخ وجودهم في لبنان كأمر واقع، كون عدد كبير من الـ 24% سيعودون الى لبنان ويبقون فيه عند اكتشافهم للواقع في سوريا، وسيغيّروا رأيهم بالرغبة بالعودة طالما القرار يعود لهم بذلك."
وأضاف: "تقول المفوضية ان حوالي 350 الف نازح سوري عادوا الى سوريا في تشرين الثاني 2024 نتيجة الحرب الاسرائيلية، ماذا حلّ بهؤلاء بعد وقف اطلاق النار، هل عادوا الى لبنان؟ اذا لم يعودوا لماذا لا يبنى على اساس هذه التجربة لتسهيل العودة لباقي النازحين في هذا الوقت القصير؟ واذا كانوا عادوا الى لبنان، فهذا يعزّز الاعتقاد عندنا بأن معظم هؤلاء لم يغادر سوريا لأسباب امنية بل معيشية. والأهم هل قامت المفوضية بشطب هؤلاء من بياناتها وهل سلّمت لائحة بأسمائهم الى الدولة اللبنانية لكي يقوم الأمن العام بمنعهم من الدخول مجدّداً؟ وقال: هل تعرفون ايها اللبنانيون، انه يسجّل مؤخراً على الحدود دخول غير شرعي متزايد ومتفاقم لرجال سوريين دون نسائهم واطفالهم؟ ولا حرب في سوريا! وهنا لا نتكلّم عن العلويين الـ 40- 50 الف الذين هربوا من الساحل السوري، بل نتحدّث عن رجال من مناطق اخرى، فما الغرض من هذا الدخول الجديد المباغت".
وذكّر بأن التاسع من نيسان كان الذكرى الأولى لمقتل مسؤول القوات في جبيل باسكال سليمان! وقال: على ايّام النظام السابق كانوا يطالبونه بتسليم القتلة، اليوم النظام الجديد هو صديقهم، لا بل رفيقهم، لماذا لم نسمع حسّهم ومطالبتهم؟ لهذا نحن في التيار الوطني الحرّ نطالب النظام السوري بتسليم قتلة باسكال سليمان".
وعرض لما يجب فعله من الحكومة موضحًا :" انا لديّ وابل من الأسئلة المشروعة التي لن اطرحها هنا ولكن سأوجّهها قريباً بكتاب رسمي باسم التيار الى الحكومة حول قضايا محدّدة بملف النزوح السوري"، كما عرض للأساسات القانونية والعملانية التي يجب الاعتماد عليها في عودة النازحين:
1 – سياسة لبنان للنازحين والهجرة يجب ان ترتكز على السيادة والقانون الوطني والدستور بحماية الهوية اللبنانية والاراضي الوطنية، وبالتالي عدم جدوى اعتماد العودة الطوعية اذ ان مبدأ عدم الاعادة القسرية يطبّق فقط في حالة وجود خطر على الحياة وهو شرط لم يعد قائماً بعد سقوط نظام الأسد.
2 – العودة هي حق وواجب وليست امتياز تحدّده الأمم المتحدّة، بل تحدّده المؤسسات الوطنية ويفرضه "الأمن الوطني" وليست " مشاعر" النازحين هي من تحدّد سياسة العودة؛ من هنا وجوب عدم تجديد وضع النازح "المؤقّت" وإزالة التجمعات والمخيمات وعدم السماح للمفوضية بتمويل بقاء النازحين فكيف بالأحرى تمويل الداخلين الجدد غير الشرعيين.
3 – تقديم طلب رسمي من الدولة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وكل المؤسسات الدولية بدفع تعويضات للبنان اقلّها مبلغ 50 مليار دولار المقدّر رسمياً من قبلهم، يدفع للبنان كتقديمات وليس قروض.
وأكد باسيل أن شعار "محتلّين بتياب نازحين" ، ليس موقفًا عنصريًّا من الشعب السوري الذي هو أخونا وجارنا، إنما هدفه أن نشير إلى المؤامرة التي هجّرته وقرّرت توطينه في لبنان، في وطن ليس له ، فالمؤامرة نفسها أفقرت اللبنانيين وسرقت اموالهم وهكذا صاروا جاهزين للهجرة ولبيع ارضهم، وهناك شعب جاهز ليأخذ مكانهم. وأضاف: بهذا المعنى يتحوّل السوريون لمحتلّين بثياب نازحين.فعندما يكون الشعب اللبناني بكل اطيافه لا يريدهم يصبحون محتلّين. وعندما تفرض الأمم والدول بقاءهم برغم ارادة شعبنا يكونون محتلّين. وعندما يكونون بأغلّبيّتهم ما راغبين العودة وشعبنا يريدهم أن يعودوا كلهم يكونون محتلّين.و عندما يقولون لنا ان بقاءهم في لبنان هو ضروري لغايات انسانية بالرغم من ان النظام الذي تهجّروا بسببه سقط، لا يعود وجودهم ضروريًّا.
وتابع "عندما يقولون لنا ان بقاءهم في لبنان شرعي لأنّهم أُجبروا على مغادرة بلدهم لأسباب امنية، وتنتفي تلك الأسباب ويصبحون قادرين أن يرجعوا ويصبح بقاؤهم يعاكس القانون الدولي والقانون اللبناني لا يعود وجودهم شرعيا. عندما يقولون لنا ان بقاءهم في لبنان هو مؤقّت لحين انتهاء الأزمة في بلدهم، وتنتهي الأزمة في بلدهم ولا يعودون ، ويصبح بقاؤهم دائم وعودتهم تتطلّب عقودا ولا تحدث، لا يعود وجودهم مؤقّت. أي عندما يصبح وجودهم في لبنان ضروريا وشرعيا ومؤقّتا وهو لا ضروري ولا شرعي ولا مؤقّت، بما يذكرنا هذا الأمر؟ بيذكّرنا باحتلال الجيش السوري ويصبح اسمه "احتلال جيش النازحين السوريين". وعندما يصير وجودهم مفروضًا علينا عبر وصاية دولية يصير اسمه وصاية النازحين السوريين. وهكذا صرنا أمام إحتلال ووصاية".
وأضاف :"لهذا حقّنا أن نقول محتلّين بتياب نازحين وهذه ليست عنصرية. ليست عنصرية عندما منطالب بعودة شعب لأرضه. وأكد: العنصرية عندما نسكت عن تهجيره ونغمض عيوننا عن محاولات توطينه. العنصرية عندما تقف ضد ابن بلدك مقابل إرضاء الخارج وتنفيذ أجنداته. العنصرية عندما ترى النازح يأخذ مكان ابن بلدك الذي يهاجر من أرضه مكسور وانت بموقع المسؤولية تشاهد وتسكت. نحن لن نقبل أن نتفرّج على لبنان وهو ينهار وشعبه يهاجر وشعب آخر يحلّ محلّه". وأضاف: تريدون أن تسموها عنصريّة سمّوها، نحن نسمّيها وطنية. تريدون أن تسموا وقوفنا الى جانب شعبنا عنصريّة سمّوه. تريدون أن تسمّوا حرصنا على التنوّع في سوريا وبلبنان عنصريّة سمّوه. تريدون أن تسمّوا قتالنا لمنع تقسيم سوريا ولبنان عنصريّة سمّوه. تريدون أن تسمّوا معركتنا ليبقى الشعب السوري في سوريا والشعب اللبناني بلبنان عنصريّة، سمّوها.نحن نسمّيها معركة حريّة وسيادة واستقلال ولنا الشرف أن نخوضها من جديد".
وأوضح باسيل: لطالما قلنا ، نحن ضد سوريا عندما تكون في لبنان ونحن مع سوريا عندما تكون خارج لبنان بينما غيرنا كان مع سوريا وهي داخل لبنان وصار ضدّها عندما خرجت من لبنان. وعندما ركع الجميع للسوري على بلاط عنجر نحن ومن قلب المعتقل كنّا نزيد شموخًا عندما كانوا بالاشارة يسكتون، فيما نحن كان صوتنا يرتفع بحريّة اكثر بسبب الضرب."
أضاف :"نحن نرفع الصوت حتّى يصبح النازحون عائدين لا يتحوّلوا لمحتلّين. التيار قام بمعركة تحرير لبنان من الاحتلال ومن هيمنة الميليشيات و 26 نيسان لحظة انتصار كبير لنا. التيار يعمل منذ ال 2011 معركة تحرير لبنان من النازحين، دفعنا ثمن اعتراضنا، وأكملوا علينا في ال 2019 لأنّنا واجهنا، ولكن أكمّلنا، فعوقبنا ولم تنراجع. وقال:نحنا رفعنا الصوت وحدنا، والبقيّة حاربونا، لأن مطلب المجتمع الدولي كان مواجهة النظام السابق والضغط عليه من الخارج، ولمّا لم يعد مطلبًا دوليًّا دولي أصيحوا يزايدون علينا بالمطالبة بعودتهم ليشكلوا ضغط على النظام السابق من الداخل؛ الآن تغيّر النظام ورجع المطلب الدولي بقاءهم في لبنان، فسكتوا. "
و على مستوى المبادرات، اوقفنا تسجيل النازحين سنة 2014، وخفّضنا عدد النازحين المسجلين لدى UNHCR من مليون و 275 الف بالـ 2014 الى 831 الف بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، فرضنا تسجيل الولادات السوريّة في سجلّ غير اللبنانيين كي لا يُعتبروا مكتومي القيد، نظّمنا رحلات عودة للنازحين، تصدّينا في المؤتمرات الدولية لمشاريع اندماجهم، وقدّمنا سبع قوانين في مجلس النواب بخصوصهم لمنع دخولهم وتسريع عودتهم، وكرّسنا في 2018 في الأمم المتحدة ان لبنان ليس بلد لجوء، وبالـ 2019 اتخذ المجلس الأعلى للدفاع القرار بترحيل من يدخل خلسة منهم، وبالـ 2020 اقرّت الحكومة للمرّة الأولى خطّة عودتهم.
بالنسبة للانتخابات البلدية والاختيارية، أوضح باسيل: "نحن الآن امام استحقاق بلدي انتخابي، قلنا اننا نتعامل معه على انه عائلي انمائي بلدي بدرجة اولى وسياسي بدرجة ثانية. واثبتنا هذا الأمر حتى الآن بعدم التعاطي معه الاّ من خلال العائلات وانا اثبتت هذا الأمر في مدينتي حيث لنا تفوّق سياسي انتخابي بعدّة اضعاف ولكننا قبلنا بالتوافق. امّا الجانب السياسي، فنعطيه بالكامل لملف النزوح السوري ونقول اننا ندعم كل بلدية يكون على برنامجها الدفاع عن وجود اللبنانيين ولقمة عيشهم وتمنع النازح السوري ان يأكل لقمة عيش اللبناني. كل بلدية او مرشّح لبلدية، كل نائب او مرشّح للنيابة، كل وزير، كل موظّف في الدولة، صغير او كبير لا يقف الى جانب شعبه بوجه مؤامرة النزوح يكون خائنًا لبلده ويجب أن يعرفه الناس ويحاسوه ويشيروا اليه بالإصبع ويفضحوه".
وتابع باسيل :"نحنا امام حالة طوارئ وطنية بالاعتداء على سيادتنا وهويّـتنا، والبلديات هي المحطّة الحالية لمعركتنا. التيار الوطني الحرّ سيكون له شرف تحرير لبنان من جيش النازحين السوريين. "