على وقع إشارة التلفزيون الرسمي الإيراني، إلى "انفجار قوي" هز بندر عباس، في جنوب إيران، وتجاوز عددُ المصابين فيه الـ 600 شخص بين قتيل وجريح، استؤنفت "الجولة الثالثة من المُحادثات النووية الإيرانية – الأميركية، في عُمان.

وأما الجُمهورية الايرانية فجزمت أن "من المُبكر الجزم بسبب الحادث"، مؤكدة "فتح وزارة الداخلية تحقيقا سريعا وشفافا لمعرفة المُلابسات.

استؤنفت المُفاوضات، فيما التحقيق في الانفجار جار، وسط نفي "الجيش الإسرائيلي"، أي علاقة له بالحادثة وفق صحيفة "معاريف".

فهل الأمر مُجرد مُصادفة؟

أم ثمة من يريد إفهام إيران أنها مكشوفة أمنيا واستخباراتيا، وأن من الأفضل لها الرُضوخ للشُروط الأميركية؟.

مُفاوضات عُمان بحثت في "المبادئ الأساسية للملف النووي الإيراني"، وفي "تفاصيل المطالب المُتبادلة والمُحددة". وستُستأنف السبت المُقبل، بمُشاركة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في أُوروبا.

عباس عرقجي

ثالث الجولات امتدت نقاشاتها تسع ساعات، وعبر الوزير المُفاوض عباس عرقجي، عن رضاه إزاء ما سماه هذه المرة "سَير المُحادثات ووتيرتها". وأكد أن الجانبين أظهرا "جدية وإصرارا" في جولتهما تلك.

ولكن عراقجي تحدث أيضا عن "خلافات" ما زالت قائمة، وهي تتعلق بالقضايا الرئيسية وبالتفاصيل.

وقال إن بعض خلافاتنا خطرة جدا، وبعضها أقل خُطورة، ولبعضها تعقيداته الخاصة... فيما أشار الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن وفدي طهران وواشنطن، تبادلا الآراء في شأن رفع العُقوبات وسُبل بناء الثقة، في ما يتعلق بالطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب، أن الجولة الثالثة من المُحادثات النووية، كانت إيجابية. وأما التفاوض بشقه التقْني، فقد عينت له الإدارة الأميركية، مُدير تخطيط السياسات، في وزارة الخارجية، اللُبناني الأصل، مايكل أنطون. وإلى جانب مهارته التقنية والأمنية، وتخَرُّجه من مجلس الأمن القومي الأميركي.

المُحادثات غير المباشرة

وجددت إيران التأكيد، الجُمعة، أن المُحادثات غير مُباشرة على غرار الجولتين السابقتين.

ويُعد هذا أعلى مُستوى من التواصُل بين البلدين اللذين لا يُقيمان علاقات ديبلوماسية مُنذ 1980، يوم سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلده أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي المُبرَم بين إيران والقوى الكُبرى في العام 2015.

وركزت مُفاوضات السبت، على القضايا الفنية، وتلك المُتعلقة بالخُبراء وفحص التفاصيل.

ترامب "يُفضل اتفاقا"

وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مُقابلة مع مجلة "تايم"، نُشرت الجمعة، تهديده صراحة باللُجوء إلى الحل العسكري، إذا فشلت المُفاوضات. ولكنه أضاف أنه "يُفضل اتفاقا عن إلقاء القنابل".

ومُنذ عودته إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني 2025، أعاد ترامب فرض سياسة "الضُغوط القُصوى" المُتمثلة في فرض عُقوبات على إيران، مُكررا بذلك استراتيجيته التي اتّبعها خلال ولايته الأولى.

وفي آذار، بعث ترامب رسالة إلى المُرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يعرض عليها فيها إجراء مُفاوضات. ولكنه لوَّح بعمل عسكري إذا فشل المسار الديبلوماسي.

وأعلنت واشنطن، الثُلاثاء الماضي، عُقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خُطوة وصفتها طهران بأنها دلالة على "نهج عدائي" قُبيل المُحادثات في عُمان.

رافائيل غروسي

وكان المُدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، دعا إيران إلى توضيح أسباب وجود أنفاق على "مُنشأة نطنز النووية"، أظهرتها صُور نشرها معهد العلوم والأمن الدولي.

ونشر مركز الأبحاث ومقرُه في واشنطن، صورا التُقطت بالأقمار الصناعية، قال إنها تُظهر نفقا عميقا جديدا على مقربة من نفق قديم حول "نطنز"، إضافة إلى إجراءات أمنية جديدة.

وقال غروسي للصحافيين: "نسألهم: ما الهدف من هذا؟ فيقولون لنا: هذا ليس من شأنكم".

ولم تُعلق طهران فورا…

حق غير قابل للتفاوض

في مقابلة نُشرت الأربعاء، أكد وزير الخارجية الأميركية، ماركو روبيو، "موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران اليورانيوم".

غير أن طهران يصف حقها في تخصيب اليورانيوم بأنه "غير قابل للتفاوض"، في ظل الحديث عن أن إيران "تسعى إلى بناء 19 مُفاعلا على الأقل".

وفي المقلب الآخر، "الطرف المُتربص" بالمُفاوضات – أي "إسرائيل" – يرتفع صوتها عبر خُبرائها وإعلامها، وترى بأي اتفاق بين واشنطن وطهران خسارة تاريخية لها، وخطأ تاريخيا لحكومتها، كما عبر "المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي السابق، ماركو مروينو.