علمت صحيفة "الجمهورية" أن "محادثات الوفد الأميركي، الذي ضم مساعد نائب وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى لورانس سيلفرمان ونائب مساعد وزير الخارجيّة لشؤون الطاقة عاموس هوكستاين، شملت التشديد على ضرورة المحافظة على استقرار لبنان، في وقت تكثر فيه البؤر الأمنية، وتبرز التيارات المتطرّفة والمتشدّدة، إنْ داخل المجتمع اللبناني أو من خلال فئات آتية من سوريا، بالإضافة إلى ضبط الحدود الجنوبية من خلال التزام تنفيذ القرار 1701، أي عبر الجيش والقوات الدولية دون سواهما"، مشيرة إلى أن "المحادثات شملت كذلك قضية ضبط حدود لبنان الشمالية والشرقية عبر الجيش اللبناني، وفي هذا الإطار، جاء تأكيد سيلفرمان، على مواصلة الولايات المتحدة تسليح الجيش اللبناني واحترام برنامج المساعدات العسكرية الذي تمّ الاتفاق عليه بين قيادة الجيش والقيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط، فضلا عن عدم التدخل في الأحداث الجارية في سوريا، في ضوء المعطيات التالية المتوافرة لدى الإدارة الأميركية وأجهزتها الإستخباراتية، ومنها وجود أدلة على تدخّل فئات لبنانية في القتال داخل سوريا. وقد التقطت الأقمار الاصطناعية صوراً عديدة لهم، وأصبحت هذه الأدلّة في يد السلطات اللبنانية منذ الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى إزدياد عدد العناصر التكفيرية التي تدخل لبنان لتلتحق بمجموعات لبنانية في الشمال وبيروت والجنوب، كما عدد النازحين السوريين الذين تبيّن للإدارة الأميركية عدم قدرة لبنان على تأمين أدنى المستلزمات له من خلال المساعدات الحالية التي تأتيه، ولذلك وعدَت الإدارة الأميركية بإجراء اتصالات مع الدول التي شاركت في مؤتمر الكويت لدعم النازحين السوريين والذي انعقد في 30 كانون الثاني الفائت وجمع تعهّدات بتقديم حوالى مليار دولار للشعب السوري، لكي تحثّ هذه الدول على دفع ما يتوجّب عليها فينال لبنان مبالغ مهمّة من هذه المساعدات، خصوصاً وأنّ عدد اللاجئين فيه قد فاق نصف المليون".
وعلمت "الجمهورية" أن "السلطات اللبنانية أبلغت الى الموفد الأميركي عدم حماستها لإنشاء مخيّمات للاجئين السوريين، خشية تحوّل لجوئهم الى إقامة طويلة الأمد"، لافتة إلى أن "الوفد الأميركي الذي أبدى دعم بلاده لجهود الحكومة اللبنانية لتنفيذ أنظمة عادلة وشفّافة لقطاع الطاقة في لبنان، يأتي اهتمامه بمنطقة لبنان الإقتصادية البحرية الخالصة، والتي بحث فيها مع المسؤولين، انطلاقاً من رغبة الولايات المتحدة في أن تكون شريكة في التنقيب عن النفط في لبنان، إذ تعتبر أنّ المنطقة حسّاسة، وتتخوّف من دخول شركات إيرانية على خطّ التنقيب.".
ونقلت الصحيفة عن مصادر اطلعت على جانب من جدول أعمال اللقاء مع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل قولها أن "المحادثات دخلت في تفاصيل الملفّات النفطية، وتوغل البحث في الكثير من تفاصيلها التقنية والفنّية والبشرية، وشملت الشركات التي تنوي المشاركة في عملية التنقيب وتأثيرات ما يجري، ليس على مستوى لبنان فحسب إنّما على مستوى المنطقة".
ومن حهة أخرى، علمت "الجمهورية" أن "الوفد الأميركي جدّد تأكيده على تأييد احترام الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية، وفي رأيه "أن الوضع الحالي في لبنان يسمح بإجرائها، إلا إذا عمد طرف ما إلى تفجير الوضع".
ولفتت إلى أن "اتّصالات الوفد الأميركي ستشمل كيفية تأمين حماية للأمن اللبناني في هذه المرحلة الانتقالية، في حال عدم حصول الانتخابات النيابية، لأنّ في اعتقاد الإدارة الأميركية أنّ الأحداث السورية، وإنْ لم تؤد إلى سقوط النظام السوري سريعاً، فالتطوّرات تتسارع فيها وتخشى معها الإدارة أن تمتدّ الأحداث الى لبنان".