يعرف ضغط الدم بانه قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها أثناء تغذيته لكافة أنسجة الجسم وأعضائه فيما يعرف بالدورة الدموية. والدورة الدموية تبدأ مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوة كل محتوياته من الدم، فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر أضخم شرايين جسم الإنسان، ومنه إلى بقية شرايين الجسم. ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكمية جديدة من الدم لينقبض من جديد، دافعا بشحنة جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى وهكذا دواليك. كما ان ضغط الدم يختلف في الجسم طوال اليوم بشكل طبيعي، وقد يختلف أيضاً بشكل غير ملحوظ مع كل نبضة قلب.
ويسمى ضغط الدم أثناء انقباض القلب بالضغط الانقباضي، وفي حالة الانبساط يسمى الضغط الانبساطي، ودائما ما يكون الضغط الانقباضي أعلى في قيمته من الضغط الانبساطي، حيث لفت الاختصاصي بضغط الدم الدكتور حسين كرنيب في حديث لـ"النشرة"، الى ان نتيجة قياس الضغط المقبولة تتراوح بين 14/9 و10/6 ، وهنا نقصد بالارقام 140 ملم زئبق على 90 ملم زئبق وهكذا. والرقم العلوي يعني كمية الضغط الذي يولده القلب أثناء ضخ الدم خارج القلب عبر الشرايين، اما السفلي فهو عبارة عن كمية الضغط (ضغط الدم) في الشرايين في حالة سكون القلب، أي أثناء سكون القلب بين كل نبضة. ولان الإحصاءات الطبية اظهرت الأهمية الكبرى للحفاظ على ضغط الدم ، سنقوم بتسليط الضوء حول انواع ضغط الدم والعلاج لكل نوع.
ضغط الدم المرتفع
ان ارتفاع ضغط الدم فوق مستوى 14/9 حسب الدكتور كرنيب يعني أن القلب يواجه مقاومة كبيرة ليضخ الدم إلى شرايين الجسم، مما يتسبب على المدى الطويل في فشل القلب والذي يؤدي بدوره إلى الوفاة. كما يؤدي ارتفاع الضغط الى تصلب في الشرايين، انسداد أو انفجار الأوعية الدموية في المخ، ضعف أو ضيق الأوعية الدموية في الكلى، ضيق أو سمك في الأوعية الدموية بالعين. وقال كرنيب: "ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع جدا، فنسبة المصابين به بين البالغين تتجاوز الـ 40%"، مشيرا الى ان هذا المرض يسمى "المرض الصامت" بسبب عدم وجود عوارض له تسمح باكتشافه.
دلال شهوان هي واحدة من كثيرات مصابات بضغط دم مرتفع، تحدثت معها "النشرة" عن حالتها، فلفتت صاحبة الـ 65 عاما الى ان اكتشافها لمرضها كان قبل سنة من الان وسبب ارتفاع ضغط الدم لديها هو قصور في عمل الكلى بالاضافة لسبب وراثي: "شعرت بدوخة وثقل في رأسي فقمت بقياس ضغطي اكثر من مرة وكانت النتيجة 14/16، فقصدت الطبيب". من عوارض ارتفاع ضغط الدم عند دلال: الدوخة، وجع في المعدة، وجع في الرأس، ضيق في التنفس اضافة الى عدم وجود قابلية للحركة. وقالت: "وصف لي الطبيب الدواء المناسب بالاضافة لامور علي القيام بها او الابتعاد عنها مثل: تنظيم في تناول الطعام، الاكثار من اكل الفاكهة، التوقف عن اكل الملح والسكر بالاضافة لوقف التدخين".
دلال هي عينة، اما عن اسباب هذا المرض بشكل عام فيشير كرنيب الى ان 90% من الحالات ليس لها سببا محددا وتسمى "ضغط دم اساسي"، وعلاجها يكون عبر الادوية ولمدى الحياة. بالاضافة لامور اخرى تساعدنا على تجنب ارتفاع الضغط كالرياضة،الحفاظ على الوزن المثالي، التقليل من تناول الملح، والتقليل من تناول المنبهات اي القهوة والكولا وغيرها من الامور المنبهة، تخفيف شرب الكحول لان شرب الكحوليات مع مرور الوقت يسبب ضررا بالغا بعضلات القلب. بينما النسبة الباقية من الحالات المصابة بضغط الدم المرتفع فتسمى "ضغط دم ثانوي"، اي ان ارتفاع ضغط الدم سببه حالة اخرى مثل قصور بعمل الكلى او الغدد، تناول بعض أنواع الادوية التي تتضمن حبوب منع الحمل، الادوية التي تستخدم في علاج نزلات البرد، مزيل الاحتقان، مسكن الألم. وعلاج هذه الحالات يكون بعلاج السبب الرئيسي المسبب لها.
ضغط الدم المنخفض
اما بالنسبة لانخفاض ضغط الدم اي تحت مستوى 10/6، فيعني أن كمية الدم الواصلة إلى أعضاء الجسم لا تصل بالقدر الكافي أو السرعة الكافية، مما يعني نقصان وصول الأوكسجين والغذاء إلى أنسجة الجسم مما يضر بها. الا ان انخفاض ضغط الدم حسب ما قال الدكتور كرنيب، فهو حالة يعاني منها القليل من الناس، وهي ليست بمفاعيلها مؤشرا لنتائج خطيرة، ولكنها رغم ذلك تبقى مزعجة لبعض المصابين بها. وقال :"عوارض انخفاض ضغط الدم هي الدوخة، التعب، الارهاق، والوهن".
واضاف: "انخفاض ضغط الدم عادة ما يكون ملازما لحالة حادة وليس لحالة مزمنة كالاسهال القوي، او الجفاف، ومعالجته تكون بمعالجة السبب". ولفت الى انه عند الاقلية فقط يكون سبب مرضهم هو حالة مزمنة عادة ما تكون قصور بعمل الغدد، او صغر حجم القلب وهذا نشهده عند النساء اكثر. واضاف :"المعالجة هنا تكون بالادوية ايضا بالاضافة الى الرياضة".
حالة ضغط الدم المنخفض تعاني منها هبة علام، والسبب الرئيسي لاصابتها هو قصور بعمل الغدد. تروي هبة 23 عاما لـ"النشرة" ما حصل لها منذ 5 سنوات تقريبا " انخفض ضغطي وغبت عن الوعي وبدأت معها مشكلة ضغط الدم المنخفض"، واضافت ان مشكلة الغدد لديها سببت لها هذا الانخفاض في ضغط الدم بالاضافة لزيادة العصبية وزيادة الوزن، لافتة الى ان التقليل من التعصيب وتنظيم الطعام يساعدان على استقرار ضغط دمها.
اكتشافه سهل وبسيط
ختاما، اشار الدكتور حسين كرنيب الى ان اكتشاف مرض ضغط الدم بشقيه ليس امرا صعبا، لافتا الى ان قياس الضغط يساهم باكتشافه، وهو يكون عبر آلة القياس المتوفرة لدى جميع الناس او في الصيدليات. وقال: "على الانسان الذي لا يوجد لديه في عائلته مصابين بامراض ضغط الدم ان يقوم بقياس ضغط دمه مرة كل عام، بينما من هو ليس كذلك عليه قياس الضغط مرة كل شهر، واذا وجد ان ضغط دمه ليس كما ينبغي فعندها عليه استشارة الطبيب ليعطيه الرأي السليم".