نظّم معهد التاريخ في جامعة الروح القدس-الكسليك مؤتمره الدولي الثاني بعنوان: "الحضور اللبناني في العالم"، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا في الافتتاح بالمطران بولس الصياح.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة ترحيب لماريان نجيم من جامعة الروح القدس تحدثت فيها عن أهمية موضوع.
كما كانت كلمة لمدير معهد التاريخ الأب جان-مارون مغامس شرح فيها أن "هذا المؤتمر يهدف إلى معالجة موضوع الحضور اللبناني في العالم من المنظار السياسي الذي يكتسب معنى متعدد الأبعاد يغطي الاستراتيجيات الثقافية والفنية والأدبية والفلسفية والدينية والوطنية والإنسانية والعالمية". وشدد على "أننا اليوم في مرحلة حساسة من تاريخ الشرق. هذا الشرق الذي أصبح مسرحًا أساسًا للعنف والديمقراطية والتحوّل نحو الحرية والهجرة والأحلام المتكسّرة. والدين والسياسة اللذان يفترض بهما أن يكونا ركيزة العالم، باتا غائبين". ولفت الى ان "الحضور اللبناني في العالم كان وسيبقى صدى المغامر الذي سلك درب المصالحة والاعتراف بالآخر والاحترام المتبادل، واضعًا بذلك أسس الحوار العابر للحدود وما بين الطوائف في حركة أزلية من التفاهم والانفتاح".
كما كانت كلمة لرئيس الجامعة الأب هادي محفوظ الذي أكد "ان لبنان ليس البلد الوحيد الذي هاجر قسم من أبنائه متفاعلين مع المجتمعات المستضيفة، ولكنّ لبنان هو بلدنا وهو محطّ محبّتنا واهتمامنا في جامعة الروح القدس-الكسليك، لذا كانت فكرة تنظيم هذا المؤتمر. وإنّ معالجة هذا الموضوع يتمّ للمرّة الثانية بعد المؤتمر الأول السنة الماضية".
واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة ممثل راعي المؤتمر المطران بولس الصياح الذي سأل "لماذا بيدع اللبناني في الخارج في ما يفشل به في بلاده؟ لماذا يبدو هذا البلد وكأنه يشد بأبنائه وبناته إلى الوراء؟".
وقال: "ها هو الآن بعد مرور أربع سنوات يحاول خجولا بأن ينجز ذاك القانون في آخر حكومات عهده وفي آخر جلساته ويريدوننا أن نخرب عقلنا ونصدق، ذلك لأنهم واثقون بأننا سوف ننتخبهم هم أنفسهم من جديد، ولا مساءلة ولا من يحزنون! ما الذي يحول دون الإبداع المنتظر من قبل اللبنانيين؟ أتراها الطائفية تحجمهم؟ أم هي النزعة إلى الأصوليات لدى البعض تعمي بصيرتهم؟ أم تراها الروح الحزبية الضيقة تعطل فكرهم وخيارهم السياسي العاقل، والناقد والحر؟ أم أننا تخلينا عن شيء من قرارنا الحر لآخرين؟ أم ترى أننا فوق ذلك كله، ما نعيشه وتعيشه المنطقة من اضطرابات تحول دون الاطمئنان إلى المستقبل؟ من المرجح أن هذه مجتمعة هي التي تتسبب في ما نحن فيه من تخبط سياسي وأمني واجتماعي".
وامل "أن يكون الحضور اللبناني في العالم دائمًا مصدر قوة لهذا البلد الذي، رغم ما يثقل كاهله من متاعب، يبقى أكثر من بلد، إنه رسالة تقول للشرق كما للغرب إن الصيغة التي ترافق عليها اللبنانيون تبقى السبيل الأفضل إلى العيش بسلام بين الأديان والحضارات. لذلك يرى العرب أن بهم حاجة كبرى إلى لبنان ليكون لهم الواحة التي فيها يتنشقون هواء الحرية والانفتاح. وأوروبا، كما الولايات المتحدة يقولون بأن السلام في لبنان ضرورة لهم وللمنطقة".
وبعد افتتاح المعرض الفني والتاريخي حول الأمازون لجاك منسّا وايرينا نوفيتسكا- زين بدأت محاضرة الافتتاح التي أدارتها ماريان نجيم وتحدث فيها جاك منسّا، من الجامعة اللبنانية وجامعة الروح القدس عن "الحضور اللبناني في بلاد الأمازون".
ثم بدأت جلسات المؤتمر وتستمر ليوم غد الجمعة، بمشاركة واسعة من الأساتذة من مختلف الجامعات اللبنانية والأجنبية.