أكد أمين سر حركة "التجدد الديمقراطي" أنطوان حداد أن "حركة التجدد لم تعد منذ 2009 عضواً في "قوى 14 آذار" الرسمية، لكنها من الأعضاء المؤسسين لهذه الحركة وما زالت تعتبر نفسها معنية بأهدافها الإستراتيجية وبـ"الطبعة الأصلية" لـ14 آذار"، موضحاً أن هذه "الحركة الشعبية الواسعة التي عبرت عن نفسها بشكل عفوي يوم 14 آذار 2005 تم اختصارها مع الوقت بـ"14 آذار" مؤسساتية أو حزبية هي أقل بكثير من حجمها الطبيعي والأصلي، والتي همشت أو تخلت مع الوقت عن العديد من مكوناتها وخصوصاً تلك العابرة للطوائف والتي كانت تعطيها شرعيتها المدنية والديمقراطية والحداثوية".
وأوضح حداد في قراءة استراتيجية للذكرى الثامنة لانتفاضة الاستقلال الى أن قوى 14 آذار أن "أسوأ مرحلة تعثر شهدتها 14 آذار كان في مشكلة قانون الانتخاب، وكان يفترض على هذه القوى أن تتنبه الى أن مهندسي مشروع "اللقاء الارثوذكسي" كان هاجسهم التفتيش على تأمين حصة أكبر في التمثيل وليس تصحيح التمثيل المسيحي، والبرهان هو هذا الانتقال البهلواني من مشروع اللقاء الارثوذكسي الى مشروع لبنان دائرة واحدة الذي لا يبقي شيئا من صحة التمثيل وفقاً للمنطق الطوائفي نفسه الذي يروّج له مهندسو "الارثوذكسي".
وأشار الى أن "الفكرة البسيطة التي يطرحها مشروع اللقاء الارثوذكسي لا شك تخاطب عواطف المسيحيين بطريقة فعالة وشعبية وجاذبة للأصوات، لكن الحزبين المسيحيين الأساسيين في قوى 14 آذار، أي القوات والكتائب عودانا تحدي الصعوبات وقيادة الرأي العام وليس الانقياد وراء الموجة الشعبية عندما تكون خاطئة وتقديم التضحيات كتحمل مشاق السجن والنفي والاستشهاد في سبيل ذلك".
ولفت في المقابل الى انه "كان على "تيار المستقبل" وهو الجهة الأكبر والأقوى في 14 آذار، أن يتنبه باكراً لهذه الإشكالية والمبادرة الى تقديم مبادرة إصلاحية جذرية حول قانون الانتخاب تتصدى لإشكالية صحة التمثيل وتحافظ على وحدة لبنان وفلسفة 14 آذار"، لماذا "لم يقدّم رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري مبادرته الشاملة الأخيرة منذ 6 أشهر؟ لو فعل لكان لها وقع شديد الايجابية والفاعلية"؟.