لا زال ​الأسرى الفلسطينيون​ يخوضون مسيرة الأمعاء الخاوية، من خلال مواصلة إضرابهم عن الطعام في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تتهدد حياتهم، والتي يسعون من خلالها إلى إنهاء العديد من سياسات القمع الإسرائيلي بحقهم، والمتمثلة في إنهاء الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، ومنع اعتقال الأسرى الذين تحرروا في صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وبينما يواصل الأسرى إضرابهم، يستمر الإعلام الإسرائيلي تحريضه على قضيتهم العادلة في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، ويكذب من خلالها رواياتهم الحقيقية ويفند معاناتهم.

ويرى مختصون أن اضرابات الأسرى نجحت في أحيان وأخفقت في أخرى، على الرغم ما يتعرضون له من سياسات القمع الإسرائيلية الممنهجة..

انجازات وسياسات ممنهجة

يؤكد الأسير المحرر والناطق باسم مهجة القدس للأسرى ​ياسر صالح​ أنّ الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لهجمة ممنهجة ومحاولات لتفريغ الأسير الفلسطيني من المحتوى الديني والوطني والثقافي، إذ إنّهم لا زالوا يحاولون مواجهة هذه السياسات بكافة الأشكال التي أبرزها إضرابهم عن الطعام.

وفي حديث لـ"النشرة"، يوضح صالح أنّ اضرابات الأسرى تأتي لتحسين ظروف حياتهم ورفع الظلم الواقع عليهم في السجون الاسرائيلية أثناء محكوميتاهم.

ويشير صالح إلى أن الإضراب استطاع أن يحقق بعض الانجازات التي يطمح لها الأسرى، سواء فيما يتعلق بإنهاء الاعتقال الإداري أو الإفراج أو تقليل محكومياتهم. ويلفت إلى أنّ "الأسرى يواجهون الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي الذي يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان بإضرابهم عن الطعام".

الإعلام الإسرائيلي يضلل قضيتهم

من جهته، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية إسماعيل مهرة أن ما يتناوله الإعلام الإسرائيلي في قضية الأسرى يشوبه الكذب والتضليل، لافتاً إلى أنه "لو تم النظر في دقة التفاصيل التي يتناولها الإعلام لقضيتهم، لوجدنا الكثير من التضليل والتشويه".

مهرة، وفي حديث لـ"النشرة"، لفت إلى أن من أبرز تفاصيل تشويه الإعلام الإسرائيلي لقضية الأسرى هي تفاصيل مقتل الأسير الفلسطيني عرفات جرادات في معتقل مجدو الإسرائيلي قبل أسابيع، كاشفا أنه تناولها ضمن جملة تقريرية تقول أن السجين جرادات توفي في سجنه نتيجة نوبة قلبية، وهو بذلك تجاهل وبشكل متعمد أن جرادات قتل أثناء التحقيق ما يعني أنه قتل أثناء التعذيب أيضاً.

وفي تفاصيل الحادثة، أشار مهرة إلى أن الإسرائيليين استبقوا نتائج التقارير حتى قبل أن يتم تشريح جثمانه والوصول للنتائج الحقيقية حول مقتله.

ويشير الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الإعلام الإسرائيلي منحاز إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مشدداً على أن الأسرى الفلسطينيين دخلوا أطول إضراب عن الطعام في التاريخ، لكن الاعلام الإسرائيلي يشكك دائما في فترات إضرابهم ويحاول الغمز في أنهم يتناولون الفيتامينات.

الإضرابات يمكن أن تفجر أوضاع المنطقة

بدوره، أكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية ​أكرم عطالله​ أن إضرابات الأسرى عن الطعام لها تداعيات كبيرة يمكن أن تذهب باتجاه تفجير الأوضاع والمنطقة برمتها.

وأشار عطالله، في حديث لـ"النشرة"، أن إضراب الأسرى يمس الفلسطينيين جميعاً إذ أن الأسرى هم حالة وطنية وإنسانية ومسؤولية تقع عل كاهل الأحزاب والفصائل الفلسطينية والسلطة والشعب الفلسطيني ككل.

وأوضح عطالله أنّ المنطقة برمتها تجلس على فوهة بركان، في ظل استمرار الأسرى إضرابهم عن الطعام، لنيل أبسط حقوقهم التي كفلها القانون الدولي الإنساني.

وعبر عطالله عن اعتقاده بأن تحدث زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المرتقبة للمنطقة حلولاً في قضية الأسرى المضربين، أو في إطار الإفراج عن أسرى جدد.