علمت "النشرة" أنّ بطاركة الشرق الكاثوليك، الذي يعقدون بعد ظهر اليوم اجتماعا في بازيليك سانتا ماريا ان كوزميدين للتباحث في أوضاع الكنائس في الشرق، وذلك على هامش اللقاءات التي تعقد في روما لمناسبة تنصيب البابا فرنسيس الأول، سيصدرون بيانا يوجهون فيه نداء الى زعماء العالم حول قضايا السلام في المنطقة وضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق.
وكشفت مصادر مواكبة لهذا الاجتماع لـ"النشرة" أنّ البيان سيؤكد على أهمية دور الكنيسة في الأزمات الراهنة في العالم العربي وفي الأزمة السورية الراهنة بنوع خاص، كما سيوّجه رسالة إلى الثوار والمعارضين الحقيقيين في العالم العربي ولا سيما في سوريا مفادها أنّ مطالبهم المحقة هي مطالب المسيحيين الذين يعبّرون عنها بدون العنف والثورة المسلحة. وسيشدد البيان على أنّ المسيحيين، إذ يطالبون بالمصالحة ويدعون إليها، يسيرون بحسب تعاليم السيد المسيح والانجيل المقدّس، ولا يريدون أن يحتجزهم أحد أو يرتهنهم أو يزايد عليهم أو يقوقعهم أو يجذبهم أو يسلّحهم أو يستدرجهم إلى هذا أو ذاك من المواقف.
وفيما أشارت المصادر إلى أنّ البيان الذي سيصدر عن اجتماع بطاركة الشرق سيؤكد أنّ السبيل الحقيقي الوحيد للخروج من أزمة العالم العربي الراهنة ولا سيما من الأزمة في سوريا، هو المصالحة باعتبارها خشبة الخلاص الوحيدة، كما سيجدّد البطاركة من خلال ندائهم الدعوة إلى الحوار بوصفه الطريق الأكثر صوابا، وهو الذي يؤمّن المستقبل، وهو حتمي، إذ لا فريق يستطيع أن يلغي الآخر بأية وسيلة كانت، وسيؤكد أنّ الكنيسة في سوريا كما في العالم العربي مدعوة إلى خدمة المصالحة بكل الوسائل المتاحة.
وأشارت المصادر إلى أنّ البطاركة سيؤكدون في ندائهم دعمهم الكامل والأكيد والثبات للحل السياسي في سوريا، وسيدعون بنوع خاص أميركا وروسيا للعمل لتسجيل هذا الحل ودعم الحوار وإيقاف تدفق السلاح، كما سيدعون جميع السلطات المحلية والدولية لبذل كل الجهود الممكنة من أجل حماية المدنيين في سوريا، وسيدعون لاحترام الحقوق المقدسة للانسان في سوريا، وسيتوجهون بنوع خاص إلى البابا فرنسيس الأول لكي يقوم بمبادرة سياسية كنسية كاثوليكية لما للفاتيكان من نفوذ روحي عالمي.
وأشارت المصادر إلى أنّ البيان سيعبّر عن أمنية لدى البطاركة بأن تجتمع جامعة الدول العربية ودول جامعة الدول الاسلامية لتعالج واقع الثورة في البلاد العربي، وتضع برنامجا جديدا لشرق أوسط عربي جديد يضمن شروط العيش الكريم لمواطني الشرق الأوسط العربي المسيحي الاسلامي، مهد الديانات والحضارات، وسيطالب البطاركة بأن يصغي الجميع بانتباه وإيجابية إلى الهتافات والشعارات التي أطلقت في أكبر ساحات عواصم العالم العربي، لكي يصوغوا منها شرعة حقوق الانسان العربي الحديث.
وكشفت المصادر أنّ بطاركة الشرق الكاثوليك سيطرحون في ندائها فكرة ومشروع عقد قمة روحية عربية إسلامية مسيحية.
من جهة أخرى، لفتت المصادر إلى أنّ البيان لن يقتصر على ملف الثورات العربية بل سيتناول أيضا ملفات أخرى على غرار أهمية حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي العربي باعتبار ذلك كفيلا بلجم هجرة المسيحيين وتثبيت وجودهم في الشرق، مع تشديدهم على أنّ الاعتراف بدولة فلسطين هو أثمن هدية تقدم للمشرق العربي بجميع طوائفه. وسيتناولون أيضا أهمية الترابط بين السلام والعيش المشترك والحضور المسيحي في الشرق الأوسط.