ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية أن "هناك أدلة دامغة تؤكد تطبيق القانون الاسلامي في المناطق التي استولى عليها الثوار السوريين. ومن بين هذه الادلة تسجيل فيديو بثه موقع "يوتيوب" عن مظاهرة ضد النظام السوري حيث يظهر ناشط بارز وهو يلقي جانباً لافتة كتبت عليها "الشهادة الاسلامية"، ما دفع ضباط "هيئة الشريعة"، التي تم تأسيسها مؤخراً لادارة مدينة حلب، الى معاقبته بالضرب وفق أحكام الشريعة الاسلامية".
ورأت الصحيفة الاميركية أن "هذا التسجيل يشير الى مدى إنحراف الثورة السورية عن مسار الانتفاضة العفوية ضد عائلة الاسد التي تحكم سوريا منذ أربعة عقود. فبعد أن تحولت الانتفاضة، العام الماضي، الى حرب أهلية، تتحول الآن الى محاولات لفرض "الشريعة الاسلامية" في المناطق التي تسقط تحت سيطرة الثوار السوريين. ففي الأشهر الأخيرة، تم اعتبار المقاتلين الاسلاميين الاكثر مهارة بين الثوار، لذلك تسعى الوحدات الاسلامية الى تعزيز سلطتها من خلال فرض القوانين والعقوبات عملاً بأحكام "الشريعة الاسلامية" ومن ادارة الشؤون المدنية اليومية كالزواج والطلاق وترخيص السيارات والحلول مكان الادارات التي أطاحت بها الثورة".
ووفق "واشنطن بوست"، "تتعدد الآراء داخل الجماعات الاسلامية، منها "لواء التحرير" و"احرار الشام". اما الجماعة التي تهيمن على الارض بشكل متزايد فهي "جبهة النصرة"، التي أدرجتها الولايات المتحدة الاميركية على لائحة الارهاب لارتباطها المشبوه بتنظيم "القاعدة". ونالت هذه المجموعة احترام السوريين العاديين بسبب براعة مقاتليها في المعارك وبسبب المساعدات التي تقدمها للمدنيين المحتاجين. كما أنها تشكل العنصر الأساس في "هيئة الشريعة". لكن في بعض الآحيان، أثارت "جبهة النصرة" التوتر مع المقاتلين المحليين، مثلاً عندما حاولت منع التدخين في الشوارع. محاولة فرض القوانين الاسلامية أثار غضب نشطاء المعارضة العلمانية، فهم ينظرون بارتياب الى "أسلمة" الثورة التي بدأوها، ويعتبرون أن الذين يسعون الى فرض "الشريعة الاسلامية" لا يمثلون الثورة ولا يفهمونها".
ترجمة "النشرة"