نشرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" تقريراً تحت عنوان "تدفق اللاجئين السوريين يختبر صبر اللبنانيين"، تحدث فيه عن مدن شمال البنان، والتي تستقبل اللاجئين السوريين الهاربين من نيران قوات النظام السوري، مشيرة الى انه "بعد عامين من استمرار تدفقهم، بدأ العديد من اللبنانيين في الأحياء الفقيرة التذمر، إذ يرى البعض أن وجود اللاجئين هو أحد أسباب تناقص الأجور وفرص العمل وارتفاع أسعار الإيجار والمأكولات وغيرها من الاحتياجات الضرورية".
ونقل التقرير عن خالد نعمان، أحد المواطنين اللبنانيين بحي باب التبانة، قوله إن "السوريين في كل مكان ويأخذون الوظائف"، مشيرا الى أن غضب نعمان وغيره من المواطنين يشير إلى التوتر المتصاعد في لبنان بشأن تدفق اللاجئين المستمر، والذي يخشون أن يتسبب في زعزعة استقرار لبنان السياسي والاجتماعي.
وأوضح أن "نحو ألف سوري يتدفقون بشكل يومي على لبنان ذي الأربعة ونصف مليون نسمة، ليصبح عدد اللاجئين السوريين نحو 400 ألف لاجئ. هذا وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت قبل نحو عشرة أيام أن عدد اللاجئين السوريين في المنطقة قد ارتفع إلى ما يزيد على المليون، رغم أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك بكثير لأن العديد من السوريين لا يسجلون أنفسهم لدى الأمم المتحدة".
وذكر التقرير أن "وضع اللاجئين في لبنان يختلف عن وضعهم في باقي دول الجوار في تركيا والأردن والعراق، وذلك لأنه لا توجد مخيمات لاجئين رسمية، حيث يرفض الساسة اللبنانيون توفير مخيمات بعدما كانت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين سبباً في إشعال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 إلى 1990 وأسفرت عن مقتل 150 ألف لبناني وتدمير البلاد، لذا فإن اللاجئين السوريين ينتشرون في مدن وضواحي لبنان، ويحاولون التأقلم مع ظروف الحياة التي تفوق أسعارها تلك في سوريا، لذا تتكدس الأسر في شقق مستأجرة أو خيام مؤقتة أو بعض المدارس غير المستخدمة والمباني الحكومية".