"ودخل إليها الملاك وقال: السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك مباركة أنت في النساء... لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند اللّه وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع المسيح... (لو 1: 28 ـ 33)". بهذه العبارة بشر الملاك جبرائيل مريم بحبلها الذي أعطت من خلاله الطبيعة البشرية لكلمة الله.
هذه البشارة هي أعظم حدث في التاريخ، وهي بداية الاعياد المسيحية، فلولا البشارة وتجسد السيد المسيح من خلال العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك يسمى عيد بشارة مريم العذراء بـ"رأس الأعياد" أو"نبع الأعياد".
ما هو عيد البشارة وما هي مميزاته؟
عيد البشارة كغيره من الاعياد الدينية أصبح عيدا وطنيا رسميا، يحتفل به المسيحيون في 25 آذار من كل عام بالقداديس والمسيرات والتساعيات على مدى تسعة أيام قبل العيد، وهي بمثابة نعم خاصة يأخذها المؤمنون، حسب ما أشار الاب رالف طنجر.
وأوضح الخوري طنجر في حديث لـ"النشرة" أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أعلن عن تأجيل الاحتفال بعيد البشارة هذه السنة أسبوعا لأنه صادف في أسبوع آلام المسيح"، وقال: "سنحتفل بالعيد هذه السنة الاثنين 1 نيسان أو ما يسمى باثنين تهنئة العذراء".
"عيد الانتقال"، "مولد العذراء"، "عيد الحبل بلا دنس"، "و "عيد البشارة"، كلها أعياد للعذراء مريم، إلا ان عيد البشارة هو من أهم أعيادها لأنه "عيد تجسد يسوع المسيح بأحشاء مريم العذراء"، وهو ليس فقط للمسيحيين بل أصبح عيدا للمسلمين أيضا، فمريم العذراء "نقطة التقاء بين الطائفتين"، هذا ما أكده الاب رالف طنجر، الذي شدد على ان "العذراء اتت لتجمع أولادها كلهم، ففي ظهوراتها هي دائما تتوجه إلى المسيحيين والمسلمين".
رسالة "عيد البشارة" إلى اللبنانيين
لوالدة الإله رسائل عديدة وجهتها ولا تزال في كل المناسبات إلى المسيحيين، وهي لطالما خصت اللبنانيين بصلواتها مسيحيين كانوا أو مسلمين، إذ أوضح الاب طنجر أن "رسالة العذراء في عيد البشارة هذه السنة إلى اللبنانيين هي ان يأخذوا العذراء مثالا لهم للحوار بين بعضهم"، مشددا على أنّ "لبنان بلد محبوب لدى العذراء فهناك العديد من اللبنانيين الذين يشهدون على ظهورات العذراء".
وأكد طنجر "ضرورة تلبية نداء العذراء مريم، خاصة المسيحيين في بلاد الشرق، فهي تدعو إلى السلام والتوبة والصلاة، وتدخلاتها ملحّة وطارئة ويجب سماعها"، وقال: "الدور المسيحي كبير بالنسبة للمسيحيين في الشرق".
إذا، في هذا اليوم المبارك تترنم الرتب الملائكية بألحان التسابيح والفرح، ويضيء نور البشارة على المؤمنين، وتتحقق نبوءة داوود المرنم "لتفرح السموات وتبتهج الأرض"... فـ"العذراء أم ألله صارت".