لفت العلامة علي فضل الله الى ان "العدوّ الاسرائيلي يسعى إلى تحصين مواقعه وتثبيت كيانه وإنعاش اقتصاده، ولا سيّما بعد البدء بمشروع استخراج الغاز من حقل "تمار"، ليكون الأقوى في المنطقة، فيما الفلسطينيّون لا يزالون في معاناتهم في ظل انشغال العالم العربيّ والإسلاميّ عن قضيَّتهم، حيث بات البعض يعتبرها عبئاً عليه"، مشيرا الى ان "ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيّون المنسيّون في سجون اسرائيل، ولا سيَّما قضيَّة مقتل الأسير أبو حمديّة، هو أكبر دليل على ذلك، حيث لم يحرّك هذا العالم ساكناً، باستثناء إطلاق تعابير الاستنكار الخجولة الّتي لا تسمن ولا تغني من جوع، هذا إلى جانب استمرار هذا العدو بسياسته الاستيطانية وسعيه لتهويد القدس وإزالة المعالم الإسلامية والمسيحية وتهويد كل فلسطين".
واوضح في خطبة الجمعة "إنّنا نخشى من أن يُغري هذا الواقع العدوّ بمزيد من الضَّغط على الفلسطينيّين، وأن تمتدّ اعتداءاته إلى أبعد من فلسطين، حيث يستمرّ في اختراقه للأجواء اللبنانية وقصفه للأماكن المتاخمة لحدوده مع سوريا، فضلاً عن تهديداته للبنان وإيران، وآخرها تهديدات وزير الحرب الاسرائيلي، بأن اجتياح لبنان مسألة حتمية"، داعيا "الشعب الفلسطيني إلى توحيد جهوده وانطلاقه بانتفاضة شاملة على العدو الاسرائيلي، والدول والشعوب العربية والإسلامية إلى الوقوف مع هذا الشعب لدعمه وتقوية صموده في مواجهة هذا العدو وعدم السماح باستفراده، ولا سيما بعد الدّعم غير المحدود الَّذي قدَّمه الرّئيس الأميركيّ باراك اوباما له، وإعطائه حريَّة الحركة".
واشار الى انه "في سوريا، فيستمرّ النزيف فيها على مختلف المستويات، حيث لا يُراد لهذا البلد أن تهدأ رحى الحرب فيه، بل على العكس من ذلك، يراد للمعركة أن تزداد حرارتها، بتدفّق المزيد من المقاتلين والأسلحة من شتى البلدان، لتبقى هذه النّار متأججة"، داعيا "الشعب السوري الى أن لا يجعل نفسه في مهب الصراعات الدولية والإقليمية أو في لعبة تكريس الانقسام الداخلي أو أن يقع في دوامة العنف التي لن تنتج إلا دماراً وأحقاداً، بل أن يتداعى الجميع لدراسة كل السبل التي تعيد إلى سوريا دورها الريادي وتؤمن الإصلاحات التي ينادي بها الشعب السوري والّتي يبذل التضحيات لأجلها".
واعرب عن امله "بأن تساهم التوافقات الأخيرة على اسم رئيس الحكومة في تهيئة مناخات حلّ، وإن كان مرحلياً، لإزالة القلق الذي بات هاجس اللّبنانيّين، كما نأمل أن تساهم هذه الأجواء في إيجاد حكومة وحدة وطنية تعالج كلّ الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على مواجهة التحدّيات التي قد يتعرّض لها لبنان من العدوّ الاسرائيلي أو مما يجري من حوله، وتهيئة مناخات حوار داخليّ، لإعادة اللّحمة إلى هذا البلد بدلاً من الاصطفافات الطّائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة"، مشيرا الى ان "اللّبنانيّين ينتظرون مبادرات عمليَّة من كل المخلصين، ولا سيما أولئك الذي يشكّلون صمّام أمان لإخراج البلد من أزماته، كما ينتظرون أن يتنازل الجميع عن أنانيّاتهم الشخصيّة والطائفيّة والمذهبيّة، لحساب إنسان هذا البلد ومستقبله ومستقبل أبنائه".
كما ذكر "بالمخطوفين اللّبنانيّين في سوريا، الذين نخشى أن تدخل قضيتهم في دائرة النسيان"، داعيا "أهالي المخطوفين إلى أن تكون خطواتهم وتحركاتهم واعية ومدروسة، لا تترك تداعيات سلبية على المخطوفين، وعلى علاقة لبنان بمحيطه".
كما شدد على "الدّولة القيام بمسؤوليّاتها والتحرّك بفعاليّة في هذا الملفّ، كما ندعو كل الدول المؤثرة إلى عدم التنصل من مسؤولياتها في هذا الملف الإنساني".