أعلن المسؤول العام لـ"جبهة النصرة" في سوريا الشيخ أبو محمد الجولاني تنصل الجبهة من إعلان البيان المنسوب للشيخ ابي بكر البغدادي وذكر فيه تبعية الجبهة لدولة العراق الاسلامية ثم اعلن فيه الغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة واستبدالهما باسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام.
وفي تسجيل صوتي نشر على الانترنت، أوضح الجولاني أنّ قيادات الجبهة لم تكن على علم بهذا الاعلان سوى ما سمعوه من وسائل الاعلام، "فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة، فإننا لم نُستشَر ولم نستأمَر". وأشار إلى أنّ الشيخ البغدادي وفّى لأهل الشام حقهم بموافقته على مشروع نصرة أهل المستضعفين بأرض الشام.
ولفت الجولاني إلى أنّ راية الجبهة رفرفت عالية خفاقة ومعها رفرفت قلوب المسلمين والمستضعفين وأصبحت الرقم الصعب الذي وازن معركة الأمة اليوم في هذه الأرض ومحطّ آمال المسلمين في العالم بأسره، وقال: "أعلنّا منذ بادئ الأمر أننا نصبو لاعادة سلطان الله إلى أرضه ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه، وما كنا نريد الاستعجال بالاعلان عن أمر لنا فيه أناة، فمهام الدولة من تحكيم الشريعة وفض الخصومات والنزاعات والسعي لاحلال الأمن بين المسلمين وتأمين مستلزماتهم قائمة على قدم وساق في الأماكن المحرّرة رغم ما يشوبها من التقصير".
وفيما اعتبر الجولاني أنّ قضية الاعلان لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر، أشار إلى أنّ "دولة الاسلام في الشام تُبنى بسواعد الجميع دون إقصاء أيّ طرف أساسي ممّن شاركنا الجهاد والقتال في الشام من الفصائل المجاهدة والشيوخ المعتبرين من أهل السنّة وإخواننا المهاجرين، فضلا عن إقصاء قيادات جبهة النصرة".
وشدّد على أنّ قضية تأجيل إعلان الارتباط لم تكن لخور قد أصاب رجال الجبهة إنما حكمة مستندة على أصول شرعية وتاريخ طويل وبذل جهود في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام "والتي اتفق عليها أهل الحل والربط في الشام". وقال: "إني لأستجيب إذا لدعوة البغدادي الى الارتقاء من الأدنى إلى الأعلى، وأقول هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله".
وختم: "ستبقى راية الجبهة كما هي لا يغيّر فيها شيء رغم اعتزازنا براية الدولة ومن حملها ومن ضحّى وبذل دمه تحت لوائها، ونطمئن أهلنا في الشام أنّ ما رأيتموه من الجبهة ستبقى كما عهدتموها، وأن إعلان البيعة لن يغيّر شيئا في سياستها".