أشارت صحيفة "الجمهورية" إلى أن "رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو كرر امام بعض وزراء خارجية مجموعة دول الثماني الذي عُقد في لندن، أن "ما نريده هو أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات لكي نتمكن من التصدي لنظام الأسد ونعجّل في إسقاطه"، لافتة إلى أن "الأسئلة انهالت على هيتو من وزراء خارجية كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا حول رؤية المعارضة للحكم في دمشق ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وحول التعامل مع العناصر المتشددة، وكيف سيتم التعامل معها، عسكرياً او سياسياً، وما هي الآفاق التي تحكم علاقة القوى العسكرية والوحدات القتالية لـ "الجيش السوري الحر" بقوى المعارضة السياسية، وما هي قدرة المعارضة على تجسيد حالات سياسية قابلة للتناغم في ما بينها، خصوصاً انها لم تتمكن من توحيد صفوفها بعد اكثر من سنتين على بدء النزاع، فكيف إذا سقط النظام وانقلبت هذه القوى بعضها على بعض، وهي تملك اسلحة غربية؟".
ولفتت إلى أن "الوزراء الغربيين لم يجدوا إجابات وافية حتى انه لم يتمكن من تحديد موعد لتأليف الحكومة المؤقتة ومن هي الهيئات التي ستشارك فيها ولا طريقة عملها"، مشيرة إلى أن "رؤية المعارضة تنطلق من أن الحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد غير ممكن نظراً الى التجارب السابقة والقدرة الأمنية التي يملكها ويفرضها على مقدّرات وقرارات البلاد والعباد".
وأكدت مصادر المعارضة السورية للصحيفة أنها "غير قادرة على الحوار مع نظام يقتل شعبه كل يوم، وبما أنها تحاول ان تكون الناطق بلسان الثورة السورية فهي لا تملك ترف الخيار، فالشعب يرفض محاورة قاتله تحت أي ظرف، وقيادة المعارضة لا يمكن ان تكون خلف قرار الشعب، بل يجب ان تكون صوته بل ومتقدمة عليه".
ولفتت الصحيفة إلى أن "النافذة الحوارية الوحيدة التي لوّح بها هيتو هي تلك التي تقوم على البحث في أسلوب رحيل النظام، وما خلا ذلك، فلا مجال لأيّ حوار"، وأشار الى أنه "للوصول الى تغيير موازين القوى، فإن المعارضة تطالب الدول الغربيّة، بما تقول إنها داعمة لحركات تحرير الشعوب ودفاعها عن حريتها وديمقراطيتها، بإمدادها بالوسائل القتالية التي تضمن حرية قواتها العسكرية في التصدي لقوات النظام التي تنهال عليها الأسلحة من كلّ حدب وصوب، وفي المقدمة من روسيا والصين وإيران، وعدد من دول المنظومة الإشتراكية السابقة، فضلاً عن تجار الاسلحة الذين ينتشرون كـ"دبيب النمل".
وعن مرحلة ما بعد الأسد، لفتت الصحيفة إلى أن "هيتو اكد لمحدثيه أن كل فئات المعارضة، على اختلاف انتماءاتها واتجاهاتها، أقرّت وتوافقت على ان النظام الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير ستكون السائدة، وأن احدا لن يقوى على مصادرة رأي الآخرين مهما بلغ عتوا، حتى لو كان من "النصرة" او غيرها".
وأضافت: "لم يجد هيتو غضاضة في شرح موقع "جبهة النصرة" ودورها في القتال على الساحة السورية فطالما انها تقف في الخندق نفسه مع مقاتلي فصائل الجيش الحر وتجهد نفسها في تنفيذ عمليات دقيقة في مختلف المناطق السورية، فلا يمكن الطلب اليها او منها تأجيل ذلك او الكف عنها، وفق القاعدة السياسية الدولية، عدو عدوي صديقي".
ولفتت إلى أن "ما يميز موقف المعارضة السورية، حسب هيتو، أن غالبية الشعب السوري أعربت عن تأييدها لنظام ديمقراطي تعددي وليس لمنطوق ديني يلغي الآخرين".