شدد المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية فريديريك هوف على ان "حصول الانتخابات النيابية في وقتها او في موعد قريب من التوقيت المحدد يبقى مهما".
وأشار في حديث إلى "النهار" إلى ان "تحقيق السلام رسميا بين لبنان واسرائيل قد يتطلب سنوات عدة، ومن الواضح اننا نرغب في رؤية تحقيق ذلك اليوم قبل الغد"، موضحا ان "ما قصدته من خلال دعوتي إلى السلام بين البلدين هو عدم التوافق على تقاسم المنطقة الاقتصادية الخالصة لاستثمار الغاز الطبيعي، والنقطة الاساسية التي سعيت الى ابرازها هي ان عدم التوافق هذا شائع عبر العالم، فقد تعددت الآراء بين الولايات المتحدة ودول عدة ولاسيما مكسيكو وجزر الكاراييب حول تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، ولا شيء معقدا في تعدد الآراء في النزاع الاسرائيلي-اللبناني، يمكن ربما حله بطريقة سريعة، وارى ان حل هذا الامر مهم".
وأوضح هوف ان "هناك مسائل عالقة تتناول الاختلافات الممكنة حيال "الخط الازرق"، وحدود 1923 الدولية والنزاع حول مزارع شبعا والغجر، الا ان الامر الفريد في الخلاف الاخير هو انه يتناول المياه، وهو يمثل بذلك فرصة للبلدين للافادة في شكل كبير من هذه الهدية الالهية"، معتبرا ان "ما يجعل الحل ممكنا هو اننا لا نتعاطى عمليا مع حدود رسمية، بالمعنى التقني القانوني لا يملك لبنان واسرائيل حدودا متفقا عليها ولن يحصل ذلك حتى يوقع الطرفان الورقة نفسها التي تحدد الحدود برا وبحرا، وما يمكن ان يحصل في البحر سيكون موقتا ويمكّن البلدين من المضي قدما في استثمار هذه الموارد وتطويرها، وحين تحصل المحادثات حيال التطبيع الديبلوماسي، يمكن عندها التوصل الى خط نهائي بحرا".
وشدد على ان "الامر الوحيد الذي يمكن ان نقوم به نحن الأميركيين هو ان نظهر للفريقين المنهجية التي قد نعتمدها لحل المسألة، فاذا اعتبرنا ان لبنان في موقع الولايات المتحدة واسرائيل في موقع مكسيكو، او ان اسرائيل في موقع الولايات المتحدة ولبنان في موقع كندا، فكيف يمكن ان يتقدم الجغرافيون وراسمو الخرائط بمطلب باسم الولايات المتحدة؟"، لافتا إلى ان "الوجه الآخر للقضية هو انه في غياب علاقات ديبلوماسية بين البلدين، ولان الاتصالات محصورة باليونيفيل في الناقورة، لا ضرورة لاتفاق مباشر بين الفريقي، فاذا ارادا حل الخلاف اقله في طريقة موقتة، كل ما يجب فعله هو اولا تسجيل خط جديد، الخط نفسه مع الامم المتحدة وثانيا ربما تعديل الاتفاق مع قبرص، فيتم التوصل الى خط واحد يلاقي نقطة واحدة في الخط القبرصي، واذا حصل ذلك، فان الامر سيكون مطمئنا بالنسبة الى الشركات الدولية"، وأضاف "لقد اتخذ لبنان بعض الخطوات عبر انشاء هيئة ادارة البترول، الا ان الخلافات بين لبنان واسرائيل تقلق الشركات بلا شك، وهذا هو الخبر السيئ، اما الخبر الجيد فهو انه بحسب المعايير المعتمدة في نزاعات مماثلة عبر العالم، يبدو هذا النزاع بسيطا الى حد ما وقابلا للتحقيق".
وأشار هوف إلى ان "الخلاصة التي توصلت اليها هي ان الشعب اللبناني يتفهم ان ثمة احتمالا للتوصل الى اتفاق كبير حول الثروة المعدنية، ومن الخطأ لاي فريق سياسي سواء في لبنان او اسرائيل ان يضع عوائق امام المضي قدما، ولو ان التقديرات تفيد بأن لبنان لن يتمكن من جني بعض العائدات قبل 7 اعوام".
ورأى انه "من الافضل قيام حكومة قادرة مع برنامج واضح لتطوير القطاع، الا ان العمل الاساسي الذي قامت به وزارة الطاقة سابقا يبدو ايجابيا، فادارة هذا القطاع في الشكل المناسب ووفقا لاسس مؤسساتية مهم جدا للشعب اللبناني ويمثل تحديا للبنان".