إعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" النائب مروان البرغوثي أن "لا فرصة للوصول لإتفاق سلام مع الحكومة الإسرائيلية الحالية". وأوضح من سجنه في إسرائيل أن "ما يريده رئيسها بنيامين نتانياهو هو إستئناف مفاوضات لا تسفر عن أية نتائج لتساعد على فك عزلته الدولية المتزايدة ولإرضاء ومجاملة الرئيس الأميركي".
وأضاف البرغوثي، "نتانياهو لم يعترف حتى الآن إنه يمثّل قوة إحتلال في الأرض الفلسطينية ولم يعترف بحدود 1967 وبقرارات الشرعية الدولية ولا يعترف بأي حق للفلسطينيين في القدس ولا يعترف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ويرفض إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ويرفض الدولة على حدود 1967، ولهذا فالسؤال هو ما الذي يمكن التفاوض عليه مع نتانياهو في ظل رفضه الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية بحدها الأدنى الذي أقرته وكفلته الشرعية الدولية؟".
وشدد، في المقابلة التي تزامنت مع الذكرى السنة الـ11 لاعتقاله ، على انه "إذا كانت الإدارة الأميركية جادة في إنهاء الإحتلال وإقامة دولة فلسطينية فإن عليها أن تحصل اولاً على التزام صريح وواضح ومعلن من نتانياهو بإنهاء الإحتلال والإنسحاب إلى حدود 1967، كمدخل لاستئناف المفاوضات، إضافة لوقف الاستيطان وتحرير الأسرى، أما العودة إلى مفاوضات عبثية ومدمرة مجدداً فهذا ما لا يقبل به الشعب الفلسطيني أبدا".
وأشار إلى أن "الرئيس اوباما لم يفعل شيء في ولايته الأولى، وزيارته لإسرائيل هي لتحسين صورته ولمخاطبة الرأي العام الإسرائيلي، ولتأكيد التحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي ولتنسيق موقف مشترك ضد إيران وحول سوريا، والزيارة لم تسفر عن نتائج حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولاحظنا تراجع موقف الرئيس أوباما عن المطالبة بوقف الاستيطان والانسحاب لحدود 1967، والزيارة تشكل دعماً للموقف الإسرائيلي العدواني الاستيطاني".
ورأى البرغوثي أن "المفاوضات فشلت خلال عقدين من الزمن، من إنهاء الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين وإقامة الدولة، والمطلوب ليس استئناف المفاوضات بل التزام إسرائيلي –أميركي واضح وصريح قبل كل شيء بإنهاء الاحتلال والانسحاب لحدود 1967، ولا حاجة لمفاوضات جديدة تشكل إضاعة للوقت وغطاء للعدوان والاحتلال والاستيطان".
واستدرك "لا أحد يدعو لوقف اللقاء أو الحوار مع الإدارة الأميركية أو مع السيد كيري، ويتوجب أن يقدم الفلسطينيون رأيهم وموقفهم بوضوح وشجاعة، ولكن من غير المقبول الغوص مرة جديدة في وحل مفاوضات عبثية تساعد إسرائيل في الخروج من عزلتها ومأزقها ولا تقدم شيئا للفلسطينيين. التجربة فشلت بامتياز طوال عشرين عاماً، وأية مفاوضات ناجحة تحتاج إلى شروط جديدة ورعاية جديدة وإطار جديد وأسس جديدة وفي مقدمة كل ذلك التزام إسرائيلي رسمي وواضح ومسبق بالإنسحاب إلى حدود 1967، والإعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى وطنهم طبقاً للقرار الدولي 194 وتحرير شامل للأسرى والمعتقلين، وتنفيذ كل ذلك في إطار جدول زمني يستغرق بضعة أشهر، بدون ذلك فإن العودة للمفاوضات لن تخدم المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، ولن تكون سوى تكرار لتجربة فاشلة تماماً".