اكد رئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد العمري ان التواصل بينه وبين "حزب الله" لا يزال قائماً "ولم ينقطع يوماً"، لافتاً الى التواصل الاجتماعي والتربوي بين الطرفين "فالجماعة الاسلامية تملك مدرسة الايمان في البرج وتربطنا بالمؤسسات التربوية التابعة لحزب الله وأمل والمبرات الخيرية رسائل متبادلة، ونحن نشارك في أنشطتهم التي يدعوننا إليها". أما على الصعيد الاجتماعي، فـ"نتواصل مع بلدية البرج التي تدعونا الى المشاركة في أنشطتها ونلبّي دعواتها"، مؤكّداً أنه "لا توجد مشكلة على هذا الصعيد". ولكن العمري لفت في حديث لـ"الأخبار" الى وجود اختلاف في الموقف السياسي، مشيرا الى ان "حزب الله مقتنع بدعم النظام السوري، وقد يكون محقاً لأن هذا النظام خدمه ودعمه سياسياً وثقافياً". لكن "هذا النظام لم يدعمني، بل جرحني وقتلني وعذّب أبناء ملّتي"، مضيفا: "في سوريا الآن مدن بأكملها تدمر، من يدمرها؟".
ولفت الى ان لـ"نظام الاسد" سوابق في "استهداف السنّة في لبنان. اغتال المفتي الشهيد حسن خالد و(الشيخ) صبحي الصالح"، لذلك فإن اغتيال رفيق الحريري غير مستبعد عنه. واعتبر أن "علاقة النظام السوري مع أهل السنّة علاقة طائفية بامتياز".
واعلن العمري ان تأييده لـ"الثورة السورية" نابع من كونه "ابن (جماعة) الإخوان المسلمين التي حوربت في حماة". واكد أن النظام "رفض مبادرات عدة طرحتها الجماعة لفتح صفحة جديدة". وسمى القيادات التي عملت على الوساطة بين الطرفين "حركة حماس التي هي إخوان مسلمين فلسطين، نجم الدين أربكان، الشيخ فتحي يكن الذي كان لديه اعتبار عندهم، لكنهم رفضوها". واضاف: "اعتبروا أن عودة الإخوان المسلمين الى سوريا ستخرجهم من الحكم".
واكد العمري أنه لا يزال يحترم "حزب الله كمنظومة فكرية وثقافية، وكمقاومة ضد العدو الصهيوني". لكنه لا يحترم "سلاح حزب الله الذي استخدمه في مكان آخر. بل أحزن لأن السلاح الذي وصل في رفعته الى السماء تحول الى فتنة داخلية، سواء في لبنان أو في سوريا. هذا عمل غير أخلاقي".
وانتقد العمري سياسة حزب الله تجاه سوريا "فهم يقفون (حزب الله) مع يزيد الشام، وضد الشعب السوري المظلوم". لكنه اكد مجدداً أنه مهما بلغت حدة الخلاف بين حزب الله والجماعة الاسلامية، الا أن ذلك لن يمنعهما من التواصل، وذلك مجدداً بحكم الجيرة والعشرة التي تجمع الطرفين، خصوصاً في منطقة إذا انقطع التواصل فيها تحولت الى غيتوات.
من ناحية أخرى، اعلن العمري رفضه للمجلس الشرعي الاسلامي الجديد لأنه "خارج عن القانون وقرار مجلس شورى الدولة". ولفت العمري الى انه حاول من خلال وساطات إطلاق مبادرة بين أعضاء المجلس القديم وبين المجلس الجديد. تنص المبادرة على حل المجلسين الشرعيين والدعوة الى انتخابات مجلس جديد في مهلة أقصاها شهر. حتى الآن لم ترد الاطراف على مبادرة "الهيئة"، لكن العمل جار على حل مشكلة الدار، إذ "لا يجوز أن يسجل في عهد مفتي الجمهورية وجود مجلسين شرعيين". أما الحديث عن عزل المفتي فـ"مرفوض بتاتاً".