أشار المساعد الخاص السابق للرئيس الاميركي باراك أوباما، دينيس روس إلى انه "لا شك في أن الصراع في سوريا يفرض تحديات هائلة على الولايات المتحدة مع تدهور الأزمة الإنسانية وارتفاع عدد اللاجئين والقتلى بلا هوادة"، معتبرا ان "الحرب المروعة في سوريا لا تخاطب ضمير الولايات المتحدة فحسب، ولكن أيضاً المصالح الأميركية نظراً لأنه من الصعب أن يظل الصراع محصوراً داخل سوريا"، لافتا إلى انه "مع استمرار الصراع، سيفر المزيد من اللاجئين إلى الدول المجاورة بينما سيتزايد نفوذ المزيد من الجماعات المسلحة، وهو ما سيشكل تهديداً على استقرار كافة الدول المجاورة لسوريا".
ولفت روس في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" إلى أن "مشكلة اللاجئين ليست وحدها هي التي تهدد الدول المجاورة لسوريا والمنطقة ككل، حيث إن الانهيار الوشيك للدولة السورية يعني أنها لن تحافظ على سيطرتها المركزية على الأسلحة الكيميائية، فإذا لم يتم اتخاذ خطوات مسبقة للسيطرة على أو تدمير هذه الأسلحة، فإن المصالح والقيم الأميركية أيضاً ستكون في خطر محدق".
ورأى أن "الولايات المتحدة بحاجة أولاً إلى التركيز على تغيير موازين القوى على الأرض، ليس فقط بين المعارضة والنظام، ولكن داخل المعارضة نفسها، كما أنها بحاجة لبذل المزيد من الجهود لحماية الشعب السوري، والعمل على احتواء الصراع ومنعه من الانتشار خارج سوريا"، موضحا ان "الولايات المتحدة لن تتمتع بنفوذ حقيقي في سوريا إلا إذا قدمت أسلحة متطورة إلى جانب المساعدات غير القاتلة التي تحصل عليها المعارضة السورية، حيث إن السبيل لتقويض هيمنة الإسلاميين ومنعهم من الصعود للسلطة لا يكمن في المسارعة بإسقاط الأسد، وإنما في تعزيز قدرات الجماعات التي تتطلع إلى مستقبل غير طائفي وشامل في سوريا".