اعتبر المبعوث الدولي الى سوريا الأخضر الابراهيمي أن القتال في سوريا زاد ميدانياً، مما تسبب بوقوع الكثير من الضحايا والدمار، حيث أشارت مسؤولة الاغاثة في الامم المتحدة فاليري أموس الى ان 6.8 مليون شخص في سوريا يحتاجون المساعدة، وحيث قال أنطونيو غويتيرس ان عدد اللاجئين سيرتفع الى 3.5 مليون لاجئ في نهاية العام الحالي. وبعملية حسابية لاعداد، فان حوالى 50% من الشعب السوري متأثر مباشرة بالأحداث.
وفيتقريره لمجلس الأمن، الذي حصلت عليه "النشرة"، اشار الابراهيمي الى انه "في الاسابيع الماضية، تم التركيز بشكل كبير على قتال جبهة النصرة في سوريا، بعد ان اعلنت جبهة النصرة انها جزء من القاعدة، وحيث اوردت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا اشارت فيه الى ان جبهة النصرة تمثل 10% من الجهات المقاتلة، وهناك حيث كبير عن ان مقاتلين أجانب من عرب وغربيين يقاتلون إلى جانب كل من المعارضة والنظام في سوريا"، موضحاً أنه "منذ 4 شهور، مصادر موثوق بها قريبة من النظام السوري أبلغته أن عدد المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة كان بضع مئات وأن عديد مقاتلي جبهة النصرة يصل إلى قرابة 5 آلاف أما اليوم فقد أبلغه مصدر آخر أن المقاتلين الأجانب وصلوا إلى نحو 40 ألفاً".
وأكد أن هناك أيضا "أجانب يقاتلون إلى جانب الحكومة السورية، وهو ما أكده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومتحدثون رسميون في إيران"، وذكر أن "التقديرات تشير الى أن لحزب الله آلاف المقاتلين في سوريا إضافة إلى مستشارين يساعدون النظام في إدارة ميليشيا اسمها "جيش الشعب" تعمل لدعم أو التعويض عن عصابات الشبيحة".
ورأى الابراهيمي ان "النقاش تحوّل في الايام الاخيرة من التوقعات بتوقيت سقوط النظام السوري الى الحديث عن ان المعارضة المسلحة تتراجع"، متخوفا من ان "النقاش قد يتحول اليوم الى دور القاعدة، وكيف من الممكن ان يؤثر دورها على الخطوات التي ستتخذ من قبل المجتمع الدولي".
واعتبر انه "من المؤكد ان تداعيات الازمة السورية على المنطقة تكبر، وأن ملامح حرب بالوكالة تبدو أكثر وضوحا ولكن يبقى الصراع في الأساس حرب أهلية عنيفة بين السوريين"، مشيرا الى ان "مراقبة الابعاد الطائفية للنزاع هي اهم من التدخل الاجنبي في القتال".
وقال: خيار الجهات السورية المتنازعة لم يتغير ولن يتغير، سائلا "هل سيكون ذلك مميتا وله نتائج مدمرا حتى النهاية لان كل جهة مقتنعة بأن النصر المؤكد هو نصيبها، أم ان هذه الجهات ستقتنع بأن لا حل عسكري للازمة وان المهم هو الحل السياسي والحوار؟".
وحمّل الإبراهيمي كل الجهات المتنازعة داخل سوريا وفي جامعة الدول العربية ومجلس الأمن مسؤولية عدم العمل على التوصل إلى عملية سياسية تؤدي إلى حل سلمي، مشيراً إلى أن قرار جامعة الدول العربية الأخير في الدوحة يعني أن مسار جنيف أهمل وأن عقد حوار أو مفاوضات أمر غير ممكن أو ضروري، سائلا "أليس مجلس الامن هو الجهة المخولة التدخل عندما يكون الامن والسلام الدوليين في خطر؟ وأين هما في خطر اليوم أكثر من في سوريا؟".
وأضاف الإبراهيمي في تقريره: "المشكلة صعبة والنظام غير مستعد للإصغاء كما أن المعارضة غير موحدة حول قيادة متجانسة وبرنامج سياسي بناء، ومع ازدياد التدخل الإقليمي والدولي في سوريا فإن المزيد من التصعيد أمر لا يمكن تجنبه"، معتبرا في سياق متصل أن "مطلب المعارضة بتنحي الأسد مشروع تماماً لكن تحقيق هذه الأهداف يتطلب عملية سياسية"، داعيا الى "تطوير مبادرة رئيس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية السابق أحمد معاذ الخطيب بدلاً من تجاهلها".
ورأى أنه "في البيئة الكئيبة في سوريا، يجب ان نجد بعض الاشارات الايجابية، كقبول الائتلاف الوطني السوري بالحوار تحت بعض الشروط، بالاضافة الى ان الحكومة السورية قبلت ان تلتقي بجهات معارضة من الخارج وان يجري الحوار في دمشق".
واعتذر من الشعب السوري لأنه "فعل القليل جداً لهم خلال الأشهر الثمانية الماضية، ولأن جهوده للأسف العميق لم تثمر سوى القليل جداً لأن جهود وقف العنف وتحقيق السلم لم تنجح حتى الآن"، على حد تعبيره.
وذكّر أن هناك "عشرات الاف المعتقلين والمحتجزين في السجون الرسمية والسجون السرية، والذين يتعرضون للعنف والاضطهاد وسوء المعاملة"، داعيا لاطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن.
وقال: "يجب ان لا ننسى ان أغلب السوريين يعيشون في خوف دائم من ان يتعرضوا للقصف في منازلهم او في مكان عملهم او في الحي الذين يقطنون فيه، او الخوف من الاعتقال او من ان يعتقل اطفالهم، فكل السوريين يعيشون في حالة رعب من الكارثة التي تنتظرهم". وتوجه بالشكر لكل من قدم المساعدة للسوريين المحتاجين، وكل الجهات المانحة.
ورأى أنه "يجب ان نتعلم من الجهود الماضية لحل الازمة السورية شيئا نستفيد منه في المستقبل، والجميع يعي ان هذه الازمة كان يمكن ان تحل في بداياتها، عندما كان بعض الاطفال يرسمون على الجدران في درعا، ويقال ان الاسد نُصح بأن يذهب الى درعا ويعتذر من اهالي الضحايا وان يقيل الحكومة وكل من كان مسؤولا عن تلك الوحشية والقيام بعدد من الاصلاحات والحرص على تطبيقها، لكن ذلك لم يحدث أساسا. وفي مقابلته التلفزيونية منذ يومين، لمّح الرئيس السوري بشار الاسد الى انه "كان محقا بعدم تطبيق تلك النصيحة!".
وأشار، في الملخّص الذي قدمه الى ان "الجامعة العربية حاولت ان تساعد، وجهودها أدت الى ارسال المراقب الفريق الدابي، وكانت مهمته تنجز بكل مسؤولية لكنه لم يلقَ تجاوبا صحيحا من قبل الجهات المختلفة"، ثم لفت الى مهمة المبعوث الدولي الى سوريا السابق كوفي أنان والصعوبات التي واجهها، بالاضافة الى مبادرة الخطيب وبيان جنيف.
ترجمة "النشرة"
للاطلاع على التقرير كاملا اضغطهنا