نظمت رابطة كاريتاس لبنان ندوة حوارية حول "وهب الأعضاء بين الإيمان والعلم" شارك فيها رئيس أساقفة بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس بسترس والاختصاصي في الجراحة العامة وزرع الأعضاء عضو مجلس كاريتاس لبنان الدكتور مارون أبو جودة.
وتحدث المطران كيرلس بسترس عن موقف الكنيسة الكاثوليكة من مسألة وهب الأعضاء مستشهداً بكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الذي يقول إنّ "نقل الأعضاء يكون متوافقاً والشريعة الأخلاقية، إذا كانت الأخطار والمجازفات الطبيعية والنفسية الحاصلة للمعطي تتناسب والخير المطلوب للمستفيد. وإعطاء الأعضاء بعد الموت عمل نبيل وجدير بالثواب ويجب تشجيعه على أنّه علامة تضامن سخيّ. ولكّنه غير مقبول أخلاقياً إذا كان المعطي، أو من يولّون أمره من أقربائه، لم يرضوا به رضى صريحاً. ولا يمكن القبول، من الدرجة الأخلاقية، بالتسبّب المباشر بالتشويه المولّد العجز، أو بالموت للكائن البشري، حتى في سبيل تأخير موت أشخاص آخرين".
واعتبر المطران بسترس أنّ "وهب الأعضاء هو أسمى علامات المحبّة التي يمكن أن يقوم بها إنسان مؤمن، وهي تعبّر عن بذل الذات، وإنّ أعضاء جسدنا ستذهب كلّها إلى الفساد، ولن نحتاج إليها بعد الموت".
واكد ان "شروط الواهب كما تراها الكنيسة ورأيها في الموت الدماغي هي ضرورة المحافظة على كرامة الإنسان، كلّ إنسان وكلّ الإنسان، التي هي أساس كلّ عمل صالح، لذلك يعتبر وهب الأعضاء عطاء وتضحية شرط ألاّ يؤذي الإنسان نفسه".
بدوره اعتبر أبو جودة أنّ زراعة الأعضاء هي إحدى أهم تطورات الطب خلال القرن العشرين وأضحت العلاج الأمثل والدائم لعديد من أمراض قصور الأعضاء ولها دور هام في الحفاظ على الحياة وتحسين نوعيتها.
وشرح أبو جودة آلية الوهب للواهب الحيّ المثالي الذي يجب أن يتمتع بصحة جيدة، يخضع لفحوصات طبية كاملة من أجل تقليص أخطار العملية الجراحية واستثناء أي مضاعفات مستقبلية من جراء عملية الوهب وتقييم صلاحية العضو المنوي وهبه. كذلك يخضع لفحص نفسي كامل ويوقع على إستمارة الوهب القانونية.