أعلن رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنّ الاكتشاف النفطي في لبنان قديم العهد، مستندا بذلك إلى تقرير شامل وهام وضعه منذ منتصف السبعينات المرحوم الدكتور غسان قانصو، مستنتجا أنّ الاكتشاف النفطي ليس حديث العهد من قبل بعض من وصفهم بـ"حديثي النعمة في السياسة وغير السياسة الذين يسجلون كل يومٍ البطولات الوهميّة تلو البطولات في حين ترقد باخرة "فاطمة غول" على الشاطىء معطلة وغير قادرة على إنتاج الطاقة".
وفي موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، لفت جنبلاط إلى أنّ الرئيس الراحل الياس سركيس سبق أن اطلع على التقرير النفطي "إلا أن الظروف لم تكن تسمح في تلك الآونة بالاهتمام بهذه المسألة بفعل اشتعال الحرب الأهلية وتفاقم التوتر الداخلي على اكثر من صعيد وبداية مرحلة إنحلال الدولة وأجهزتها الرسميّة، فكان أن تم التغاضي عن التقرير ومضمونه الهام الذي يفصّل الواقع النفطي في لبنان ويقدم مقارنات معمقة من أبرز الشركات الدوليّة التي قامت بدراسة هذا الواقع وقدمت له عروضاً ومقترحات".
وإذ اعتبر جنبلاط أنّ الراحل قانصو "أقدم حيث تخاذل سواه مبرهناً بالأدلة العلميّة والتقنيّة وجود النفظ في لبنان وفي أكثر من موقع"، رأى أنّ "هذا التقرير، رغم مرور سنوات طويلة على كتابته، لا يزال صالحاً بمضامينه وأفكاره الأساسيّة حتى يومنا هذا، لا بل إنه قد يكون بمثابة خارطة طريق للقطاع النفطي اللبناني، بدل الاستماع إلى نظريات الفريق العبثي وتحليلاته وتخيلاته"، على حدّ تعبيره.
واعتبر جنبلاط أنّ العودة إلى هذا التقرير تشكل في جانبٍ منها إنصافاً للخبير الراحل غسان قانصو الذي لم ينل حقه من الاهتمام والتكريم، ولم ينل تقريره ما يستحقه من الدرس والمتابعة، فتؤخذ الأفكار الرئيسية التي لا تزال صالحة وقابلة للتطبيق حتى يومنا هذا، ويُطوّر منه ما تغيّر من معطيات بفعل مرور الزمن وتطور الآليات التنفيذية والعمليّة ووسائل العمل والتنقيب والبحث عن النفط وإستخراجه منذ السبعينات حتى يومنا هذا.
ودعا جنبلاط المجتمع السياسي اللبناني برمّته للاطلاع على مضمون هذا التقرير وإستخلاص العبر والدروس "علنا نستفيد من آلاف الدراسات التي تكلف الملايين من الدولارات في عددٍ من الحقول والملفات التي تجريها الوزارات عند كل تغيير حكومي".