لفت رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ الى "اننا لا نمتلك الرغبة في مجادلة الأمين العام لـ"حزب الله" في المواقف التي اطلقها، وهي في معظمها لا تمت الى المنطق او الى المسؤولية بأي صلة، لا سيما لجهة إنكاره المتواصل لوجود انتفاضة شعبية في سوريا تقابلها آلة عسكرية إجرامية غير مسبوقة في التاريخ العربي ولا في التاريخ الاسلامي".

ورأى الحريري في بيان أن "نصرالله اختار وبشكل نهائي أن يقف في صفوف الظالمين وأن يعلن التزامه خط الدفاع حتى الموت عن نظام بشار الاسد، وان ينفذ امر العمليات الايراني والفتوى الصادرة عن ولي الفقيه والتي عاد بها من طهران بمنع سقوط هذا النظام".

كما اعتبر أنه "قد فات الأمين العام لحزب الله ان هذا النظام قد سقط، وان الارادة ببقائه على قيد الحياة لا يمتلكها حسن نصر الله أو علي خامنئي أو أي جهة إقليمية أو دولية"، مشيرا الى أن "مصير هذا النظام في ايدي الشعب السوري الذي اتخذ قرارا حاسما بإنهاء نظام الظلم والاستبداد، مهما حشدت له القوى الحليفة من انصار ومرتزقة ومتطوعين".

واعتبر الحريري أن "أخطر ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله لا يتعلق بموقفه من الثورة السورية، ولا بدفاعه المستميت عن بشار الاسد، انما يتعلق بذلك الربط الانتحاري بين المسألة السورية وبين لبنان. فنصرالله يعلن بالفم الملآن ان الدولة اللبنانية غير موجودة، وأن النظام السوري يرتقي في وجوده وضرورة استمراره على وجود لبنان".

وأردف "نصرالله يمحو لبنان من الخارطة السياسية ويجعل من حزب الله بديلا للدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية والعسكرية. هو وحده على رأس حزب الله من يقرر عن كل اللبنانيين، وهو وحده على رأس حزب الله من يصدر الأوامر بزج لبنان في الحروب الإقليمية والأهلية، وهو وحده على رأس حزب الله من يجوز له اصدار الفتاوى في مقاتلة السوريين على ارضهم، وهو وحده على رأس حزب الله من تحق له توجيه الاهانة تلو الاهانة للدولة اللبنانية وللجيش اللبناني والمجاهرة بعجزهما عن حماية اللبنانيين ليس على الحدود مع اسرائيل انما داخل الحدود في سوريا ايضا".

وأعلن أن "نصرالله يعلن في الحقيقة قيام جيش الدفاع عن الشيعة اللبنانيين في المنطقة والعالم، كما لو كانت الطائفة الشيعية ملكا خاصا لحزب الله او انها كيان مستقل عن الدولة اللبنانية، وهو انطلاقا من هذا المفهوم يعطي نفسه الحق بتوسيع نطاق عمليات حزب الله، من الجنوب اللبناني لتشمل القصير والسيدة زينب في سوريا، ولن يتأخر في بالتأكيد عن جعل لبنان في اي لحظة، جبهة متقدمة من جبهات الحرب الى جانب النظام الايراني بحجة الدفاع عن المقامات الدينية".

وأكد أن "نصرالله يقول لنا ان الدولة اللبنانية مجرد صفر على الشمال، وهي رهينة الى الأبد بيد حزب الله، وعلى اللبنانيين ان يتصرفوا على هذا الاساس من رئيس الجمهورية الى الحكومة الى المجلس النيابي الى سائر الكيانات السياسية. الدولة رهينة بيد حزب الله ومعها المجموعات والطوائف اللبنانية الاخرى، وكل ذلك كرمى لعيون بشار الاسد ونزولا عند الفتوى التي عاد بها من طهران. اننا في الواقع أمام حال من اثنتين، اما أن نكون امام ضرب من ضروب الجنون لن يتوانى عن إحراق لبنان لقاء الرهان على انقاذ نظام ميت، وإما ان نكون امام منزلق من منزلقات الغرور التي تودي بصاحبها ومن حولها الى مهاوي الخراب".

وعليه، نبّه الحريري من أن "حزب الله" بقيادة نصرالله يقود لبنان الى الخراب ويريد للطائفة الشيعية تحديدا ان تتقدم الصفوف نحو هذا الخراب ونحو فتنة ملعونة، نحذر اللبنانيين من الوقوع فيها او الانجرار اليها"، مشيرا الى أن "التحذير يشمل اول من يجب ان يشمل القيادات الوطنية كافة التي تبحث عن مخارج دستورية وسياسية لتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات النيابية، فيما هناك من يضع وجود لبنان برمته على خط الانهيار مع النظام السوري، ولن يتأخر عن التضحية بالوحدة الوطنية والوحدة الاسلامية مقابل الانتصار للرئيس السوري بشار الاسد".

وحذّر من أن "حزب الله يلعب منفردا بمصير لبنان، وهو بلسان امينه العام لا يعلن المشاركة في إشعال الحريق السوري فحسب انما يهدد بنقل الحريق الى قلب لبنان . وسيجد حزب الله حكما من يصفق له من الاتباع ومخلفات زمن الوصاية السورية، غير ان الرهان يبقى على الأكثرية الحقيقية من اللبنانيين، وعلى الاحرار الشرفاء من الأخوة في الطائفة الاسلامية الشيعية، الذين لن يرتضوا التضحية بوطنهم وبوحدتهم الوطنية، ولن ينساقوا لإرادة حزب الله والقيادة الإيرانية بتقديم دولة لبنان قربانا على مذبح بشار الاسد".

كما شدد على أن "ما أعلنه الأمين العام لحزب الله مرفوض جملة وتفصيلا، لانه مشروع اسود اقل ما فيه انه يعمل على استدراج لبنان الى الحريق الذي بشرنا به الاسد"، موضحا أن "اللبنانيين بكل اتجاهاتهم مدعوون الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة هذا المشروع والتعبير عن رفضه بكل الوسائل الديمقراطية التي ستبقى وسيلتنا لحماية لبنان والعيش المشترك بين أبنائه".