إعتبر وزير الطاقة والمياة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، أن "الطائف كان نكبة، وبعد 24 سنة من اتفاق الطائف جاءت الفرصة لعدم الوقوع مجددا في النكبة. الواقع المسيحي كان من المفروض ان يكون قد تحسن من حيث التمثيل والزعامات والقوى المسيحية الفعلية في السلطة. هذا التحسن جاء بطيئا لا سيما في الإدارات العامة"، لافتا الى أن "آخر مباراة جرت في مؤسسة كهرباء لبنان اظهرت تحسنا ولكن ليس مناصفة".
وأشار في مؤتمر صحفي إستعرض فيه مجمل التطورات على صعيد قانون الإنتخاب، الى أن "المقاعد المسيحية بالصوت المسيحي الصافي كان عددها في العام 2005 8 مقاعد وقد رفعناها في 2009 الى 11 مقعدا".
ولفت الى أن "واقع النمو بين المسيحيين والمسلمين يجب ان نعترف به ونتعامل معه وإن كان قد اتى قسرا مع مرسوم التجنيس واسباب الهجرة، ولكن المشكلة الأساسية عند المسيحيين هي الديمغرافيا، من هنا وجدنا أمام لحظة يمكننا ان نحسن فيها التمثيل المسيحي. نحن اقليات في مجتمعنا واصبحنا انتخابيا اجزاء موزعة ولا يمكن ان نأخذ المسيحيين في قانون الأكثرية"، مشيرا الى أن "الفرصة التي اعطاها "الاقتراح الأرثوذكسي" هو تكريس المناصفة وعدم اللعب بالعدد بعد ذلك. الفرصة التي امامنا هي معالجة هذا الوضع ولماذا اليوم فلأنه حصل إجماع على "الاقتراح الأرثوذكسي" تحت عباءة بكركي، من زعامات مسيحية كبرى، كما انه حصل اجماع مسلم على هذا القانون، كما إن اليوم لا يوجد تحالف رباعي. وكذلك هنالك انقسام اسلامي اسلامي في المنطقة حال دون التوافق المسلم في لبنان كما ان هناك الربيع العربي والخوف على الأقليات والحاجة الى الدفاع عنها سيما وان هناك حلف بين دول الناتو والبريكس الذي يعمل على الحفاظ على الإقليات في الشرق. أضف الى ذلك "الرفض لتمديد المجلس النيابي وبالتالي هناك حاجة للذهاب الى الإنتخابات. وفي ضوء الحاجة الداخلية والخارجية للذهاب الى الإنتخابات فهناك القانون الأرثوذكسي الذي حاز اغلبية نيابية".
وتابع "أمام هذا الواقع رأينا ان لا نفوت هذه الفرصة ان يكون لدى المسيحيين 64 نائبا مسيحيا مختارا بتمثيل صحيح. التزمنا بالقوانين بمعايير واحدة وليس في حسابات خاصة ووفرنا النقاش مع حلفائنا بقوانين اخرى لكي نبقى انقياء في خياراتنا. لقد اعلنا اكثر من مرة ان في هذا الخيار الإستراتيجي نقدمه على حليف او صديق اي بمعنى اوضح قدمنا هذا الخيار على ورقة التفاهم مع حزب الله فاذا لم يسير معنا حلفاءنا بلغناهم في الإعلام اننا لن نسير معهم بعد ذلك. ومن ثم قلنا انه اذا لم يتوافق على الخيار الأرثوذكسي فنحن مع اي بديل يؤمن التمثيل الصحيح والمناصفة"، لافتا الى انه أول مرة يذهب أحد منا الى معراب لتقريب التفاهم لتأمين الضمانات والطمأنة وقد أبدى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون كل استعداده لهذا التفاهم. وقد حصلت اتصالات كثيرة وقد أعلنا ان كل شيء يطمئن ويريح نعمل من أجله وقد أعطينا كل الضمانات والتطمينات. وعندما تأكد الفرقاء الآخرون ان "الاقتراح الأرثوذكسي" سوف يمر بعد كل التشكيك الذي حصل حول امكان عقد الجلسة أو غير ذلك، وعدم الخوف من الطعن به وكل الفرضيات من توقيع رئيس الحكومة عليه واحتساب الاصوات النيابية صوتا صوتا، وعندما تاكدوا في آخر لحظة ان "الأرثوذكسي" سوف يمر، أطاحوا بادىء الأمر بالوحدة المسيحية وحصلت من خلال موقف "القوات اللبنانية" نكسة للمسيحيين. ثم انهم فضلوا المصلحة الخاصة على المصلحة العامة اي القانون الذي يربح 14 شباط واعلنوا قانونا آخرا واسقطوا الفرصة، ولذلك وصفنا الأمر بالنكسة".
وزاد "في القانون الذي اقترحوه ففي المقعد المسيحي يحصل 18 مقعدا نيابيا بينما قانون الستين يحصل على 17. لم يقبلوا حتى ان يعطونا بحسب عددنا في البلد والضربة الكبرى كانت في المقاعد النيابية في جبل لبنان حيث الأكثرية المسيحية، وتوزيع المقاعد في باقي الدوائر الإنتخابية والتي اعادت ذكرى القهر للمسيحيين في ايام الوصاية السورية. وهذا الأمر يجعلنا نتأكد ان المسألة لم تكن وصاية سورية فيما ينفذون المخطط ذاته".
ورأى أن "واقعة سياسية تسجلت في البلد وهي نكسة حصلت في 15 أيار، فهناك شعور عام لا يمكن ان نزيله من رؤوس المواطنين، كما ان الإستحقاق النيابي تأخر في الوقت الذي كان يمكن ان تجري فيه بموعده سيما وان تيار المستقبل اعلن انه سيذهب الى الإنتخابات وفق القانون الذي سيقر".
واستطرد "نكسة كبيرة لكل المسيحيين فلا أحد انتصر ولا سجل انجازا وبالتالي بعد 24 سنة من اتفاق الطائف حقنا أن نسأل من أجل ماذا حصل ذلك؟"، لقد "خسرنا فرصة حقيقية لإتحاد المسيحيين وهذا الإتحاد يمكن لوحده أن يعطينا مزيدا من المقاعد المسيحية كما خسرنا ضبطا للوضع المسيحي وعدم العودة الى التفتيت المسيحي".
وزاد "خسرنا في هذه اللحظة كثيرا ولكننا ربحنا أنفسنا ومن الواجب ان نتوجه بالشكر الى حلفائنا "حزب الله" اولا و"حركة امل" ثانيا وايضا "الطاشناق" و"المردة" لأنه لا يمكن ان ننكر لهم اعترافهم بحقوقنا. الشكر للمسلمين لكل المسلمين السنة والشيعة والدروز الذين يحملون حقوقنا في قلوبهم كما اهالي اعزار يحملون قضية المطرانين المخطوفين بقلوبهم".
وتابع "الإقتراح الأرثوذكسي ما زال مطروحا وأطلب من كل المسيحيين الليلة ان يضيئوا شمعة ويتأملوا بنزول الوحي على الأفرقاء لإحياء القانون الإرثوذكسي".
وأوضح باسيل اننا "لسنا مع الفراغ ولسنا مع التمديد وسنكمل عملنا ونضالنا من اجل تأمين ظروف أخرى لأن لا تنازل عن المناصفة. وسنبقى نعمل على الوحدة الوطنية والمناصفة والحفاظ على لبنان الواحد والعيش المشترك".
وذكر أنه "في الأمس كنا امام طائف ثاني الواقعة السياسية تسجلت ولا يمكن محوها من الذاكرة المسيحية والوطنية الجامعة هي وصمة سوداء سجلت".
ولفت الى انه "اذا خسرنا الأرثوذكسي خسرنا جميعا بينما في القانون المختلط نخسر وحدنا"، مستطردا "في واقعة الأمس يحضر امامنا حزب الكتائب الذي لم يكن موافقا على اتفاق الطائف ولم يوافق امس على اسقاط الأرثوذكسي. ليست 13 تشرين لأننا اليوم لسنا وحدنا فاليوم معنا "المردة" و"حزب الله" و"حركة أمل" ونحن الأكثرية الفعلية وخياراتنا تصح جميعها".
وردا عن سؤال، أوضح أن "الكيانية تتأمن أن نبدأ باعدام 24 مقعدا نيابيا مسيحيا. هل هذا هو الكيان والكيانية سيما وانه قد علمنا ان تيار المستقبل ابلغ حلفاءه انه لم يعد يحق لنا بالمناصفة؟".
ورأى أن "ما حصل هو ضربة لبكركي. نحن لم نغش وقد تكون الظروف تتغير لمصلحتنا فالتوازن عاد والأقليات المسيحية سوف تحمى في الشرق وهي تأتي من جهات كبرى ووزانة".