أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا اليستر بيرت، أن "حكومته طلبت من الاتحاد الأوروبي وضع الجناح العسكري لـ"حزب الله" اللبناني على قائمة الإرهاب"، معربا عن "إعتقاده أن هذا هو العمل المناسب، خصوصاً بعدما تأكدنا أن الجناح العسكري يقوم بأعمال إرهابية منذ فترة طويلة ونملك إثباتات على ذلك، وعلى سبيل المثال قتل أفراد من الحزب إسرائيليين في بلغاريا، وإدانة عنصر من الحزب في قبرص كان يخطط للقيام بأعمال إرهابية".
وأوضح في حديث صحافي أنه "لا بد من الفصل بين الجناح العسكري لحزب الله والجناح السياسي، لأننا نعتقد أن الجناح السياسي له دور إلى حد ما في السنوات الأخيرة في المحافظة على الاستقرار في لبنان"، محذرا من أن "مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا ينذر بامتداد الصراع السوري إلى لبنان"، مشددا على "أهمية احترام الحزب قرارات مجلس الأمن والتخلي عن سلاحه"، مشيراً إلى أن "الجميع يعلم صعوبة ظروف لبنان".
وفي شأن الدور الإيراني في الأزمة السورية وإمكانية مشاركة طهران في "جنيف 2"، في حال انعقاده، قال بيرت: "إيران تُبقي النظام على قيد الحياة، وتؤجج الصراع، ونحن ندين هذا التدخل، بل نعتقد أن على إيران القيام بدور إيجابي في دعم الحل السياسي"، سائلا: "إن إيران لم تحضر جنيف 1 فلماذا تحضر جنيف – 2"، قائلا: "ليس من الواضح الآن الدور الذي ستلعبه إيران في مثل هذا المؤتمر ولم يتخذ قرار بعد في شأن حضورها".
واعتبر بيرت، ردا على سؤال تناول رفع منع بيع الأسلحة الأوروبية إلى المعارضة السورية، أن "هذا الأمر سيبحث الاثنين المقبل خلال اجتماع وزراء الخارجية وأن حكومته ستعمل جاهدة لإنجاح رفع الحظر، خصوصاً أن هذا سيدعم المعارضة المعتدلة ويرسل رسالة قوية إلى النظام السوري من أن الأمور على الأرض قد تتغير لصالح الفريق الآخر المعتدل"، مؤكدا أن "بلاده لم تتخذ قراراً نهائياً في شأن تسليح المعارضة، ولا أي سلاح ستزودها به"، موضحا أن "مثل هذا الدعم سيذهب إلى المعتدلين فقط وأن دعم هذه المعارضة سيستمر قبل جنيف 2 وبعدها وأن بريطانيا ستدعم أي حكومة انتقالية تعمل على بناء سوريا ديموقراطية موحدة لجميع أطياف الشعب السوري".
وإذا لم يعط بيرت أرقاماً محددة لعدد البريطانيين الذين يشاركون في القتال في سورية، لفت إلى أن "حكومته تعتبر أن حياة هؤلاء مهددة بالخطر، وأنهم خطر على المملكة المتحدة".
وعن تضخيم أعداد المسلمين المتطرفين الذين يحاربون في سوريا، قال: "ربما لا تكون أعدادهم كبيرة، لكنهم يلفتون الانتباه وهناك قلق من انضمام بعض السوريين إليهم"، منبها إلى أنه "في حال عدم التوصل إلى حل سلمي قد يزداد الصراع عنفاً وسوءاً وقد يصل عدد اللاجئين داخل سوريا وخارجها إلى عشرة ملايين شخص في نهاية السنة، معتبراً أن الرئيس ابشار لأسد هو المسؤول الأول والأخير عما يحصل".
ولفت إلى "شعور اليوم بأن الصين وروسيا بدأتا تعيان جميع الحقائق على الأرض وأن هناك جدية أكثر في التعاطي مع الأزمة السورية".
وعن الوضع في البحرين إعتبر بيرت انه "معقد، ونعتقد أن الإصلاحات مستمرة وهناك حوار سياسي بين الفرقاء ونحن نشجع استمرار هذا الحوار، ولا نعتقد أن أحداً من الخارج يستطيع إضافة أي مشهد، ونؤكد أهمية عدم التدخل الخارجي من أي جهة أتى، ونعتبر أن الحوار سيقود إلى الإصلاح وعلى الجميع الاستمرار فيه".