أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في مقال تحت عنوان "الجفاف: أحد الدوافع الرئيسية وراء الثورة السورية"، إلى أن "أكثر ما يثير القلق حول بلدة تل عبيد في شمال شرق سوريا، وغيرها من المدن والقرى السورية، هي حقيقة أن الأطفال لم يذهبوا إلى المدارس طيلة العامين الماضيين، وبالنظر إلى الواقع المرير الذي تربى فيه هؤلاء الأطفال منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، انضم العديد منهم بشجاعة إلى المعركة التي يخوضها الكبار لتحرير بلدتهم من طغيان الرئيس بشار الأسد، ولكن مع وصول الحرب إلى طريق مسدود، أصبحت الحياة في بلدة تل عبيد في مأزق بين النظام والفوضى".
ولفتت إلى ان "بعض المدن السورية تتمتع بقدر ضئيل من النظام الذي يسمح لساكنيها بالعيش، ولكنه لا يكفي للشروع في عملية إعادة بناء البلاد أو لإرسال الأطفال إلى المدارس أو للبدء في أعمال ومشروعات تجارية"، مشيرة إلى ان "سوريا الآن تنزف ببطء حتى الموت جراء طلقات نارية ذاتية، وإن الوضع الراهن يرغم المرء على التساؤل عما إذا سيمكن توحيد البلاد مجدداً وعن الكوارث البشرية التي قد تؤرق سوريا مع حرمان جيل كامل من التعليم".
وأكد الصحيفة ان "الاستياء العميق الذي يكنه الشعب السوري إزاء حكومة بشار الأسد وأعمال العنف الوحشي التي تندلع بصورة متفرقة بين الطوائف المختلفة تجعل إمكانية عقد أو الالتزام باتفاق سلام أمراً شبه مستحيلاً، إلا في حالة نشر قوات حفظ سلام دولية على الأرض لتقوم بتطبيقه"، معتبرة ان "الكارثة السورية الراهنة هي نتاج اجتماع عدد من العوامل، وهي: حلول أسوأ موجة جفاف تشهدها سوريا في التاريخ الحديث، وازدياد معدل نمو السكان، ووجود نظام حاكم قمعي ومتطرف، وتصاعد المشاعر الطائفية والدينية المتطرفة التي يغذيها المال المُقدم من القوى الخارجية المتنافسة وكل هذا بينما تمر الولايات المتحدة بمرحلة ما بعد حربي العراق وأفغانستان التي تجعلها قلقة للغاية حيال التورط في الأزمة السورية".
ورات ان "الجفاف هو أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى اندلاع الحرب السورية، والجفاف لم يقُد إلى الحرب الأهلية في سوريا وإنما هو فشل الحكومة في الاستجابة لأزمة الجفاف".