لم يشكل هجوم "القوات اللبنانية" على راعي أبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة المطران الياس نصار مفاجأة بالنسبة إلى دوائر الصرح البطريركي، لأن هذه الأخيرة إعتادت على مثل هذه الحملات الموجهة من معراب منذ أن انتخب راعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشاره الراعي بطريركاً على إنطاكيا وسائر المشرق للموارنة. فبحسب دوائر الصرح، السياسي الذي يجرؤ على القول في مقابلة تلفزيونية (سمير جعجع في برنامج "بموضوعية") إن "مواقف الراعي لا تشرفني ولا تشرّف المسيحيين" لن يتردد ولو للحظة واحدة قبل أن يتحدّث على مطران جريء، جريمته الوحيدة أنه عبّر عن غضب بكركي من قانون التمديد الذي شارك نواب "القوات" كغيرهم في إقراره".
أوساط كنسية رفيعة ترى أن "الدليل القاطع على صوابية ما قاله نصار السبت الفائت، يتمثل من جهة بعظة البطريرك الراعي في بكركي في اليوم التالي، التي انتقد فيها نواب جلسة التمديد الشهيرة، ومن جهة أخرى بتحذير سيد الصرح الإستباقي من التمديد قبل أن يحصل وتحديداً من بولندا". وتسأل الأوساط عينها "لماذا لم ينتقد راعي أبرشية صيدا وبيت الدين من حركة "أمل" وحزب "الكتائب" و"حزب الله" أو من "الحزب التقدمي الإشتراكي" وتيار "المستقبل" بعدما حمّل كل هذه الأحزاب مسؤولية التمديد وما يمكن أن يحمله هذا الأخير في طياته من ضرب لأسس النظام الديمقراطي ونسف للنصوص الدستورية؟ ولماذا شعرت "القوات" بأنها المعنية الوحيدة من هذا الإنتقاد، كي تسارع وترد بهذه اللهجة على مرجعية دينية كالمطران نصار؟ وكيف يمكن لها أن تفهم بأن الإستنسابية في التعاطي مع بكركي كمرجعية مرفوضة، تارة تستشهد بكلام البطريرك وطوراً توزع حملاتها العنيفة على المطران سمير مظلوم والمطران نصار؟"
"أياً يكن ومهما حصل، مواقف بكركي باقية هي هي" يقول مطران بارز لـ"النشرة" "ولن تتزحزح عن ثوابتها مهما إرتفعت أصوات نشاذ من هنا وشنت حملة فايسبوكية من هناك، ويجب أن يتذكر البعض أن هناك مرجعية وحيدة لبكركي ألا وهي الفاتيكان، ولا يجب أن ينسى هذا البعض أن الموفد الذي أرسله في يوم من الأيام الى الكرسي الرسولي لتقديم شكوى ضد البطريرك الراعي عاد بسلة فارغة من دون أن يسمع هناك ما تريده أذناه أن تسمع".
بدوره قال المطران نصار كلمته ومشى، على قاعدة أن الجبل الذي لم تهزه يوماً الرياح الجنبلاطية في الشوف، لن يتأثر بالتأكيد ببيان من هنا وشتيمة الكترونية من هناك، ولن ينزل الى مستوى الرد على بعض المهاترات.