وضع رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" عزام الأيوبي في ندوة تحت عنوان "مسيحيو الشرق والصراع الإقليمي" في مركز عصام فارس الثقافي، الخطر على الوجود المسيحي في إطار أعمّ وهو الخطر الذي يطال كل شرائح المنطقة فيما اعتبره صراعاً أجّجه مشروع نفوذ جديد لدولة إقليمية يستخدم العصبية المذهبية لتحقيق غايته، موضحاً أن الحرب في سوريا جزء من صراع طويل الأمد يهدّد كل المنطقة ومنها المسيحيون. وأكد مشاركة هواجس المسيحيين، ورأى أن الإستهداف يطاول الجميع مسلمين ومسيحيين، مشيراً إلى أن "الغالبية السنية مستهدفة اليوم بالحالات المتطرفة والجاهلة للدين من داخلها كتنظيمات القاعدة وجبهة النصرة التي تجهل حقيقة الدين وتشوّهه بممارساتها". وكشف عن "سقوط آلاف الشهداء للإخوان على يد القاعدة في أكثر من مكان في العالم، وآخرها في سوريا حيث استهدفوا على يد "النصرة".
لكن الأيوبي أشار إلى "انزلاق بعض مسيحيي لبنان في عمليّة تأجيج الصراع بدلاً من الحفاظ على كينونة الوطن الذي يمكن أن يكون نموذجاً يحتذى في المنطقة، وحذّر من تداعيات مرتقبة لمشاركة حزب الله في القصير ومن أن الصراع لن يقف خارج الحدود اللبنانية، وإلى حتمية تأثّر مسيحيي لبنان سلباً بهذه الأوضاع نظراً إلى أنهم جزء من لبنان".
وشدد الأيوبي على أن "مبدأ المواطنة هو الذي يجب أن يحكم وليس على أساس التمييز بين من هو على دين الدولة ومن هو ليس كذلك"، لافتاً إلى ان أدبيات الإخوان تتحدّث عن احترام كل القيم الدينية وغير الدينية، وأبرزها الحرية غير المنتقصة للشخص في ما يخصّه. وقال الأيوبي إن التمييز على أساس ديني يبتعد عن مفهوم الإخوان المسلمين للإسلام وهو انحدار إلى تاريخ الجاهليّة، مشيراً الى ان اعتبار المسيحي أدنى مرتبة من المسلم هو علامة تخلّف وعدم فهم حقيقي للدين الإسلامي.
وأكّد أن الإخوان ليسوا بوارد إقامة دولة دينية بمعنى جمع السلطة الدينية مع السلطة الزمنية أو تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على المواطنين، بل هم مع إقامة دولة مدنيّة تحترم المواطنة وتستقي تشريعاتها من قيم الإسلام، موضحاً أنه إذا أقرت الأكثرية النيابية في بلد ما قوانين لا تتوافق مع الشريعة لن ينقلب الإخوان عليها، دون أن يعني انهم إذا حصلوا على الأكثرية لن يغيّروا هذه القوانين.