أكد القيادي في حركة "حماس" ووكيل وزارة الخارجية السابق في الحكومة المقالة بغزة أحمد يوسف، أنّ علاقة حركته بـ "حزب الله" أصابها الكثير من الفتور، لافتاً إلى أنّ مشهد العلاقة في هذه المرحلة يعيش حالة من القلق والتوتر، بعد أن تورط الحزب في الصراع الدائر في سويا، ودخوله للقتال إلى جانب قوات النظام السوري، مشيراً إلى أن مشهد الدم السوري والمواطنين المدنيين السوريين الذين يقتلون برصاص "حزب الله" شيء صعب على الناس تقبله.
وفي حديث لمراسل "النشرة" في الأراضي الفلسطينية محمد فروانة، لفت يوسف إلى أنّ "حماس" بحاجة إلى "إيران" و "حزب الله"، "لكن سلوك الأخير جرح هذه العلاقة التي كنا نريدها علاقة وطيدة وقوية مع الحزب".
وأوضح يوسف أن "حزب الله" ليس صاحب قرار فيما يتعلق بوجود "حماس" في لبنان أو عدم وجودها، بعدما تناقلت وسائل الإعلام عن تهديد "حزب الله" لحركة "حماس" بالخروج من لبنان على خلفية قتال عناصر الحركة في مخيم اليرموك في سوريا، وهذا ما نفته الحركة مؤخراً.
العلاقة مع "حزب الله" أصابها كثير من الفتور
وفي تقييمه لعلاقة الحركة بـ"حزب الله"، لفت يوسف إلى أنّ "العلاقة أصابها الكثير من الفتور، والصورة التي كان يتمتع بها "حزب الله" و "إيران" في المنطقة ككل تأثرت كثيراً خصوصاً بعد دخول "حزب الله" و"إيران" كجزء في الصراع الدائر في سوريا، وهذا شكل صدمة لكثير من الأطراف والجهات التي كانت لها علاقة فيها تقدير واحترام عالي لكل من "إيران" و"حزب الله".
وأعرب يوسف عن اعتقاده بأن الصراع في سوريا صراع شعب يطالب بنوع من الحرية والاستقلال والديمقراطية، وتجاوز سلمي للسلطة واحترام لكرامة الانسان كما حدث في تونس و مصر وليبيا وغيرها، ولكنه رأى أنّ "دخول الايرانيين على هذا الخط لدعم النظام في سوريا أصاب كل محبي "حزب الله" و "إيران" بالإحباط، وكل التفسيرات التي تقدمت فيها أطراف إيرانية و "حزب الله" تفسيرات غير مقبولة لغالبية الجمهور العربي والاسلامي الذي يتفهم أبعاد الثورة السورية، ومطالبها في الانعتاق بعد أن كان طوال أكثر من أربعة عقود تحت نظام بوليسي".
وأكد يوسف أنّ مشهد العلاقة بين "حزب الله" وحركة "حماس" و "إيران" يعيش حالة من القلق والتوتر في هذه المرحلة، وهذا أقل ما يمكن أن يقال في هذا الشأن.
كنا وما زلنا بحاجة لايران وحزب الله
وردا على سؤال، لفت يوسف إلى أن "حماس" كانت بحاجة لدعم كل القوى والأطراف في المنطقة، والتي تشكل حالة من المفاصلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وقال: "نحن كنا وما زلنا بحاجة إلى "إيران" و "حزب الله"، لكن الموقف المبدئي للحركة أن هذا السلوك جرح هذه العلاقة التي كنا نريدها أن تكون علاقة وطيدة وقوية مع الحزب، ولكن انحياز "حزب الله" للنظام ودعم بشار الأسد ودخوله عسكرياً للقتال إلى جانب الجيش السوري أثر على ذلك".
وأعرب يوسف عن اعتقاده بأنّ هذا الأمر أفقده الكثير من المصداقية "وأحرجنا نحن في علاقتنا التي نريدها أن تستمر كعلاقات أخوية في خندق المقاومة والتحدي للاحتلال الإسرائيلي"، لكنه لفت إلى أن "هذا المشهد قصم ظهرنا جميعاً وأن هذه العلاقة أصبحت تشكل فعلاً عبئا على كل القوى التي أرادت أن تكون في معسكر الممانعة والصمود والوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي".
وعما إذا كانت "حماس" خسرت "حزب الله"، رأى أن حكما من هذا النوع مبكر، مكتفيا بالقول أنّ العلاقة أصبحت في أقصى درجات الفتور والاقتراب من "حزب الله" الآن ولأي حركة يحرجها أمام الشارع العربي والأمة العربية والإسلامية.
لبنان سيبقى ساحة مفتوحة للمقاومة الفلسطينية
وفيما أشار إلى أنه لا يدري كيف سينتهي المشهد السوري، أعرب يوسف عن اعتقاده بأنه سيكون من الصعب عودة العلاقة و"حزب الله" متورط بكل هذه الدماء التي سالت على أرض سوريا أو بقي داعما لهذا النظام، وأى أنه من الصعب أن تعود العلاقة بالشكل التي كانت عليه في السابق، وقال: "نحن مع كل التقدير لما قدمه "حزب الله" في السابق لأجل خدمة الحركة وتوفير تدريبات لعناصرها، وكل الامكانيات التي كان يقدمها "حزب الله" ويحاول أن يساعد فيها المقاومة الفلسطينية، لكن الأعمال بخواتيمهما وبالتالي إن مشهد الدم السوري والمواطنين المدنيين السوريين الذين يقتلون برصاص "حزب الله" شيء صعب على الناس تقبله".
وردا على سؤال، أكد يوسف أن قرار الطلب من قيادة "حماس" مغادرة بيروت يرجع للدولة اللبنانية لا لـ"حزب الله"، مؤكدا أن العلاقة وطيدة وطيبة مع الدولة، لافتا إلى أن الحزب هو أحد القوى الموجودة في لبنان لكنه ليس صاحب قرار فيما يتعلق بوجود "حماس" في لبنان أو عدم وجودها. وجزم أن لبنان سيبقى ساحة مفتوحة للمقاومة الفلسطينية، وقال: "نحن على تواصل دائم كفلسطينيين مع اللبنانيين ونحن نعتبر أبناء حاضرة واحدة اسمها بلاد الشام، أعتقد أن لبنان يتعامل مع الفلسطيني بهذه الرؤية الأخوية ورؤية أبناء الجيرة الواحدة والوطن الواحد".